13 اكتوبر 2023
مطروح محمد السيد
قال القس نوح نبيل كاهن كنيسة السيدة العذراء بمرسى مطروح إن مبدأ الانتخاب هو مبدأ كتابي و كنسي في الكتاب المقدس لأنه من دوافع العمل الوطني في الديانة المسيحية هو حب الله والوطن ويدعونا الكتاب المقدس لاختيار الأفضل لنا ولمصلحتنا . ولابد لنا أن نكون فاعلين في أحداث الوطن الهامة التي تتطلب تواجدنا بشكل فعال ولانتخاذل عن آداء دورنا في خدمة أوطاننا . وذكر شاهد من الكتاب المقدس " فانتخبوا أيها الاخوة سبعة رجال منكم مشهودا لهم ومملؤين من الروح القدس وحكمة فنقيمهم على هذه الحاجة "سفر أعمال الرسل أ .ع 6: 3 .
جاء ذلك في ندوة أقامها اليوم مركز إعلام مطروح التابع للهيئة العامة للاستعلامات بقطاع الإعلام الداخلي بعنوان (المشاركة الانتخابية .. ولاء وانتماء) بمقر كنيسة السيدة العذراء بمطروح وبحضور عدد كبير من شعب الكنيسة .
حيث تحدث الدكتور كرامي محمد بدوي استاذ مناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة مطروح عن مفهوم الوعي الانتخابي الذي يمثل نتاج ما لدي الفرد من وعي سياسي يؤهله للمشاركة الإيجابية في الحياة السياسية داخل مجتمعه، مـن خلال ممارسته لحق التصويت الانتخابي، وذلك في ضوء ما اكتسبه من معارف وقيم واتجاهات سياسية شكلتها الثقافة السياسية للمجتمع بشكل عام.
تأتى تلك الندوة في إطار الحملة القومية التي اطلقها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات لدعم المشاركة الإيجابية في الانتخابات الرئاسية المقبلة تحت عنوان (صوتك مستقبلك .. انزل وشارك).
واشار الدكتور كرامي بدوي إلي أن معايير الوعي الانتخابي تشمل معرفة القيم والمفاهيم الانتخابية وآليات التعبير عن الرأي من خلال الحصول علي معلومات صحيحة من مصادرها الأصلية وتحليلها والتعرف علي المرشحين واختيار المناسب منهم للتمكن من المشاركة الإيجابية.
وأوضح الدكتور كرامي أن معيار الالتزام بالولاء للوطن يكون في السلوك الذي يترجم مشاعر الاعتزاز بالانتماء .
لذلك فإن الثقافة الانتخابية الإيجابية داخل المجتمع المصري تعكس بصورة كبيرة مفاهيم الانتماء والولاء لمواطن المصري الذي يسعي دائمًا إلي الحفاظ علي مكتسبات الأمة المصرية في ممارسة المشاركة السياسية عبر التاريخ الانتخابي الطويل في كافة الاستحقاقات الانتخابية التي شهدتها مصر منذ القرن الماضي.
وأوضح الدكتور كرامي في ندوته إلى أن المشاركة السياسية في عمليات الانتخاب تعزز مفهوم الانتماء الوطني الذى يعني الانتساب الحقيقي للمواطن نحو الأرض التي يعيش عليها ويشعر بالمحبة والاعتزاز نحوها بل ويصبح علي اتم الاستعداد للتضحية والبذل من أجلها، بينما تشير قيم الولاء إلي الرابطة العاطفية التي تربط المواطن بفكرة أو معتقد أو مذهب حيث يكون هذا الشخص مخلصًا لهذه الأفكار طواعيتًا دون قيدًا أو شرط فالولاء في أصله عاطفة وشعور يتحول إلي الإخلاص بعيدًا عن المنفعة الشخصية ولا يمكن إجبار أحد عليها فإذا كان الانتماء للوطن يعد أقوي ارتباط بالأرض والهوية لأنه يتلخص في جذور الجغرافيا والتاريخ فإن الولاء للوطن هو الرابط الرئيسي الذي يتحقق من خلال الاختيار والرضا والإخلاص غير المشروع.
و أكد علي أن هذه الثقافة الانتخابية الإيجابية هي التي تحمي المكتسبات الديموقراطية في مصر وتعمل علي تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي للدولة.
وأضاف أن من أهم خصائص الثقافة الانتخابية أنها إرادية تتم دون ضغوط، استقلالية تعبر عن رأيك، لا تورث ولكن تمارس، تكتسب مقوماتها من خلال الثقافة السائدة في المجتمع،.
ودعي دكتور كرامي المشاركين إلي ضرورة فهم العملية الانتخابية بصورة صحيحة ومن ثم الأقبال على المشاركة فيها من أجل اعداد أجيال تعرف مالها من حقوق وما عليها من واجبات .
وبالتالي يكونون أكثر حرصا على المشاركة الفاعلة وأكثر التزاما عند بلوغهم سن التصويت ، و أن يضعوا نصب أعينهم دوما مصلحة الوطن في المقام الأول قبل مصالحهم الشخصية.
وأوصت الندوة في نهايتها بضرورة زيادة الوعي الإعلامي لدي الناخبين بأهمية المشاركة الانتخابية الإيجابية من خلال تكوين معارف ومهارات وقيم صحيحة عن العملية الانتخابية مما يعزز من قيم الشعور بالولاء والانتماء للوطن وجعل المواطن نشط ومتفاعل في مجتمعه ويشعر بمشكلاته ويحاول المشاركة في تقديم الحلول .