08 مارس 2025
في قرية المساويه بمركز إسنا التابع لمحافظة الأقصر، ولدت موهبة فريدة تحمل اسم **شاهين منير إبراهيم**، شاب في التاسعة عشرة من عمره، استطاع أن يخطف قلوب أهله وأبناء قريته بصوته العذب وقدرته على إحياء المناسبات الروحانية والفرح بفن الإنشاد. بدأت رحلة شاهين مع الإنشاد منذ أن كان طفلاً صغيراً، حيث اكتشف أهله موهبته الفريدة، ومنذ ذلك الحين، أصبح شاهين جزءاً لا يتجزأ من حفلات القرية، سواء في الموالد النبوية الشريفة، أو حفلات القرآن الكريم، أو حتى أفراح الزفاف.
بدأت قصة شاهين مع الإنشاد في إحدى جلسات العائلة، حيث لاحظت ابنة خالته موهبته الصوتية المميزة، واقترحت عليه المشاركة في حفلة تحفيظ القرآن الكريم. كانت هذه الحفلة بمثابة البوابة التي فتحت له عالم الإنشاد، حيث أذهل الحضور بأدائه الرائع، ومنذ ذلك اليوم، أصبح شاهين الوجه المحبوب في قريته، يُدعى لإحياء المناسبات الدينية والاجتماعية، ويُسمع الناس بأصوات المدح والابتهالات التي تلامس قلوبهم.
**المثل الأعلى والمنشدين الذين ألهموه**
على الرغم من صغر سنه، إلا أن شاهين استطاع أن يكوّن لنفسه أسلوباً مميزاً في الإنشاد، مستمداً إلهامه من عدد كبير من المنشدين الذين تأثر بهم. يقول شاهين: "تأثرت بمنشدين كُثر، كل منهم أضاف لي شيئاً جديداً في أسلوبي وفهمي لفن الإنشاد". هذا التنوع في التأثر جعل شاهين يجمع بين الأصالة والمعاصرة في أدائه، مما جعله محبوباً من قبل الجميع.
**اللون المفضل في الإنشاد**
بالنسبة لشاهين، الإنشاد ليس مجرد غناء، بل هو وسيلة للتعبير عن المشاعر الروحانية والفرح. يقول: "أفضل الألوان التي تعبر عن الروح الوجدانية، تلك التي تلامس القلب وتجعل الناس يشعرون بالطمأنينة والسكينة". هذا النهج جعل شاهين يختار كلماته وألحانه بعناية، ليكون صوته وسيلة لتجديد الروح وليس مجرد تسلية.
**ما قدمه الإنشاد لشاهين**
الإنشاد بالنسبة لشاهين ليس مجرد موهبة، بل هو هبة قدمت له الكثير. يقول: "الإنشاد قدم لي كل خير، جعلني أحظى بحب الناس، وأشعر بصفاء الروح". هذا الفن جعله يشعر بالسعادة الدائمة، وأصبح جزءاً من هويته وشخصيته.
**شروط المنشد الناجح**
يعتقد شاهين أن المنشد الناجح يجب أن يكون متواضعاً وذو أدب، وأن يفهم معنى المدح قبل أن يمدح. يقول: "الإنشاد ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو رسالة يجب أن تصل إلى القلب". هذا الفهم العميق لفن الإنشاد جعل شاهين يحظى باحترام الجميع، سواء من أبناء قريته أو من خارجها.
**رمضان والمنشد**
شهر رمضان بالنسبة لشاهين هو شهر النفحات والعطايا، حيث يقترب فيه من روحه أكثر من أي وقت آخر. يقول: "رمضان يجعلني أجدد في المديح، وأبحث عن أبيات جديدة تعبر عن مشاعري الروحانية". هذا الشهر الفضيل يعتبر بالنسبة له فرصة لتجديد الطاقة الروحانية والوجدانية، مما يجعله يستمر في العطاء طوال العام.
**ختاماً**
شاهين منير إبراهيم هو نموذج للشاب الموهوب الذي استطاع أن يحول موهبته إلى رسالة روحانية تلامس قلوب الناس. من قرية المساويه في الأقصر، انطلق شاهين ليصبح صوتاً مميزاً في عالم الإنشاد، حاملاً معه قيم التواضع والأدب، ومجدداً الروح الوجدانية لكل من يستمع إليه.