08 مارس 2025
في يوم الشهيد، تتجسد معاني التضحية والفداء في وجدان الأمة، ويقف كل محبٍّ للوطن إجلالًا وإكبارًا لأولئك الذين سطروا بدمائهم الطاهرة أروع ملاحم البطولة. وفي هذا السياق، قدَّم شيخ الطريقة الرفاعية، السيد طارق يس الرفاعي، تحية إجلال لأرواح الشهداء الذين ضحَّوا بحياتهم من أجل رفعة مصر وحريتها، مؤكدًا أن ذكراهم ستظل خالدة في القلوب والوجدان.
التصوف وحب الوطن: عقيدة متجذرة في قلوب العارفين
التصوف لم يكن يومًا منفصلًا عن قضايا الأمة، بل كان دائمًا في قلب الأحداث، حيث يرى المتصوفة أن حب الوطن من الإيمان، وأن الدفاع عنه واجب شرعي وأخلاقي. وعلى خطى الأولياء والصالحين، جاءت كلمات شيخ الطريقة الرفاعية في يوم الشهيد تأكيدًا لهذا النهج، إذ عبَّر عن تقديره العميق لتضحيات الشهداء الذين جادوا بأرواحهم كي تنعم مصر بالأمن والاستقرار.
الشهداء.. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
إن الشهادة ليست مجرد لفظ يُطلق على من فارق الحياة في سبيل وطنه، بل هي منزلة عظيمة نالها من اصطفاهم الله ليكونوا شهداء الحق، الذين لم يبخلوا بأغلى ما يملكون في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض. ومصر، على مدار تاريخها الطويل، كانت دائمًا مضرب المثل في إنجاب الأبطال، من جنودها البواسل الذين دحروا العدوان، إلى رجال الشرطة الذين تصدوا للإرهاب، وحتى المدنيين الذين قدموا حياتهم فداءً لأمن بلادهم.
تحية الرفاعية للشهداء: رسالة وفاء وعهد بالبقاء على الدرب
حينما يتحدث شيخ الطريقة الرفاعية عن الشهداء، فهو لا ينطق إلا بكلمات مستمدة من جوهر التصوف، حيث الإخلاص، والوفاء، والاعتراف بالجميل لمن ضحَّوا ليبقى الوطن مرفوع الراية. وفي يوم الشهيد، جاءت كلماته معبِّرة عن ذلك العرفان العميق:
"إن دماء الشهداء هي النور الذي يضيء لنا طريق المستقبل، وذكراهم محفورة في قلوبنا، فهم أصحاب الفضل في أن نحيا أحرارًا، ولن ننسى تضحياتهم أبدًا."
ختامًا: يوم الشهيد.. يوم للوحدة والتكاتف
إن الاحتفاء بيوم الشهيد ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو درس دائم في الوفاء والتضحية، ومناسبة يجتمع فيها المصريون جميعًا، بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم، ليؤكدوا أن مصر لا تنسى أبناءها الذين ضحوا من أجلها. وكما قال شيخ الطريقة الرفاعية، فإن أرواح الشهداء باقية بيننا، تحفُّنا برعايتها، وتلهمنا لمواصلة مسيرة البناء والتقدم، حاملين في قلوبنا العهد بأن تظل مصر آمنةً، مستقرةً، وعزيزةً بأبنائها الأوفياء.