07 مارس 2025
في قرية صغيرة بمحافظة أسيوط، ولد الشيخ عصام دروبش، المنشد الديني الذي حمل في صوته روحًا تسمو فوق الأماكن والأزمان. ترك وراءه أهله وقريته، واتجه إلى طنطا، حيث وجد في جوار السيد البدوي منبرًا لصوته الذي يلامس عنان السماء، ويجذب إليه قلوبًا عطشى للروحانيات والصفاء.
الشيخ عصام ليس مجرد منشد، بل هو حكاية إنسانية ترويها الألحان. صوته، الذي يجمع بين القوة والرقة، يحمل في طياته سلامًا داخليًا يصل إلى كل من يستمع إليه. إنه صوتٌ يذكّرنا بجمال البساطة، وقوة المشاعر التي لا تحتاج إلى كلمات معقدة لتعبّر عن نفسها.
من خلال ألحانه، يستطيع الشيخ عصام أن يخلق جوًا من الطمأنينة، حيث يجد المستمعون أنفسهم في حالة من التأمل والهدوء. صوته ليس مجرد مجموعة من النغمات، بل هو جسرٌ يربط بين الأرض والسماء، بين الإنسان وذاته. إنه يعيد للروح توازنها، ويروي ظمأها إلى السلام الداخلي.
الشيخ عصام دروبش، برحلته من أسيوط إلى طنطا، لم يترك فقط مكانًا، بل حمل معه رسالةً روحيةً تصل إلى كل من يسمعه. صوته، الذي ينساب كالنهر الهادئ، يذكرنا بأن الروحانيات ليست بعيدة عنا، بل هي في داخلنا، تنتظر فقط من يوقظها.
في عالم مليء بالضجيج، يظل صوت الشيخ عصام دروبش منارةً للهدوء والسلام، يذكرنا بأن الجمال الحقيقي يكمن في البساطة، وأن الروحانيات هي اللغة التي يفهمها القلب قبل العقل.