وحين التقى بـ"لينا"، رأى فيها كل ما بحث عنه طويلًا. كانت مختلفة عن الأخريات؛
03 مارس 2025
كان " تيم" رجلاً بملامح ناضجة، لكن قلبه ظل طفلاً يبحث عن الحنان. لم يكن ضعيفًا، لكنه كان يحتاج إلى لمسة دافئة، إلى صوت يشبه صوت أمه عندما كانت تهدهده صغيرًا.
وحين التقى بـ"لينا"، رأى فيها كل ما بحث عنه طويلًا. كانت مختلفة عن الأخريات؛ امرأة تجمع بين الأصالة والمعاصرة. ترتدي الكلاسيك بوقار،
لكنها لا تتخلى عن عباءتها التي تحمل رائحة الزمن الجميل. كانت تذكّره بسيدة البلد التي يراها في حكايات جدته، لكنها أكثر وعيًا وثقافة.
كان يحب أن يستمع إليها وهي تحدثه عن الكتب التي تقرأها،
لكنه في النهاية كان يعود ليضع رأسه على كتفها كطفل يريد أن يُدلل. لم تعامله كرجل يتطلب الصلابة،
بل احتوته كأم تدرك أن في داخله صبيًا يحتاج إلى رعاية.
كانت تمسح على جبينه عندما يتعب، وتعد له كوبًا من الشاي بالطريقة التي يحبها.
لم يكن يريد امرأة تثبت له قوتها أو تتحداه، بل كان يبحث عن الأمان في كيان أنثوي يمنحه الحنان دون أن يشعره بالضعف.
في كل مرة يراها بالعباءة، كان يرى فيها كل النساء اللواتي أحبهن يومًا: أمه، جدته، الحكايات القديمة التي نشأ عليها.
وفي كل مرة تجلس أمامه بكتاب، كان يرى فيها المستقبل الذي لطالما حلم به؛ امرأة تجعله أقوى بحبها، لا بجبره على أن يكون شيئًا آخر غير ذاته.
لم يكن حبًا عاديًا، كان حنينًا، وكان دفئًا نادرًا في عالم قاسٍ.