28 فبراير 2025
تعتبر مائدة الرحمن من أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي في شهر رمضان المبارك، حيث تُقدَّم وجبات الطعام مجانًا للمحتاجين والفقراء، تعبيرًا عن قيم الإسلام في العطاء والتضامن. وتشير بعض الروايات التاريخية إلى أن السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، حفيدة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هي أول من أدخل هذا التقليد إلى مصر، مما جعلها رمزًا للخير والعطاء في الثقافة المصرية.
السيدة زينب في مصر: بداية التقليد
عندما دخلت السيدة زينب مصر أواخر شهر شعبان، كانت تحمل معها إرثًا عظيمًا من القيم الإسلامية والإنسانية. وقد نزلت أولاً في مدينة العريش، حيث حلَّ شهر رمضان المبارك. ولأنها كانت معروفة بحبها للخير ومساعدة المحتاجين، قررت أن تقيم مائدة كبيرة تجمع عليها أهل العريش لتشاركهم وجبة الإفطار. كانت هذه المائدة أول نموذج لما يُعرف اليوم بـ "مائدة الرحمن"، والتي أصبحت تقليدًا سنويًا في مصر خلال شهر رمضان.
مائدة الرحمن: رمز للتكافل الاجتماعي
لم تكن مائدة السيدة زينب مجرد وجبة طعام، بل كانت رسالة قوية تعكس روح الإسلام في العطاء والتضامن. فقد جمعت حولها الناس من مختلف الفئات الاجتماعية، مما عزز قيم المساواة والمحبة بين أفراد المجتمع. ومنذ ذلك الحين، انتشرت فكرة مائدة الرحمن في جميع أنحاء مصر، حيث أصبحت الجمعيات الخيرية والأفراد يتنافسون في إقامة هذه الموائد لتقديم الطعام للمحتاجين.
إرث السيدة زينب في الثقافة المصرية
تُعد السيدة زينب من الشخصيات المحبوبة في مصر، ليس فقط بسبب نسبها الشريف، ولكن أيضًا بسبب دورها الإنساني والاجتماعي. فقد ترك وجودها في مصر أثرًا كبيرًا في نفوس المصريين، الذين ما زالوا يحتفون بها حتى اليوم. وتُقام في مسجدها الشهير في القاهرة العديد من الفعاليات الخيرية، بما في ذلك موائد الرحمن، التي تُعتبر امتدادًا لتقليدها الأول.
فى الخاتمة
مائدة الرحمن هي أكثر من مجرد تقليد رمضاني؛ إنها تعبير عن قيم الإسلام في العطاء والتضامن. والسيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، بحسب الروايات التاريخية، هي أول من أدخل هذا التقليد إلى مصر، مما جعلها رمزًا للخير والإنسانية. ومنذ ذلك الحين، أصبحت مائدة الرحمن جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الرمضانية في مصر، تعكس روح التكافل الاجتماعي التي يدعو إليها الإسلام.