20 فبراير 2025
منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية عام 1979 بعد ثورة الخميني، تولّى النظام الشيعي مقاليد الحكم ، مما أدى إلى تعرض الأقليات العرقية والدينية في إيران لضغوط سياسية كبيرة. من بين هذه الأقليات، يعاني المسلمون السنة من قمع منهجي وحرمان من حقوقهم الدينية والمدنية، بما في ذلك عدم السماح لهم ببناء مساجد خاصة لممارسة شعائرهم بحرية .
مظاهر التضييق على المسلمين السنة
يواجه المسلمون السنة في إيران العديد من القيود، أبرزها :
القيود على ممارسة الشعائر الدينية : يُمنعون من بناء مساجد خاصة بهم، كما تُفرض عليهم مضايقات أثناء أداء شعائرهم الدينية علنًا .
إغلاق المساجد : تعرّضت العديد من مساجد أهل السنة للإغلاق أو الهدم من قبل السلطات الإيرانية، كما مُنعت إقامة صلاة الجمعة في بعض المساجد السنية
حرمان من التعليم : يواجه الأطفال السنة صعوبة في الوصول إلى التعليم ، كما يتم استبعادهم من المناصب الأكاديمية العليا في المؤسسات الدينية .
الإعدامات والتهم الملفقة : في عام 2016 ، أُعلن عن الحكم بإعدام 27 شخصًا من السنة وفقًا لما ذكرته الحملة الدولية للسجناء السنة في إيران. وغالبًا ما يُتهم المعتقلون بجرائم ضد الأمن القومي، أو يُوجه إليهم اتهام "العداء لله" لمجرد الحديث عن الإسلام السني أو توزيع الكتب الدينية السنية.
الحرمان من الحقوق السياسية والاجتماعية
مع مرور أكثر من 45 عامًا على تأسيس الجمهورية الإسلامية، لا يزال السنة لا يملكون مسجدًا خاصًا بهم في العاصمة طهران للاحتفال بالأعياد وإقامة الصلوات. كما يُحظر عليهم:
• شغل مناصب سياسية عليا.
• تأسيس أحزاب سياسية أو امتلاك صحف ومجلات.
الأوضاع المعيشية الصعبة في مناطق السنة
يتركز المسلمون السنة في محافظة سيستان وبلوشستان، والتي تُعتبر من أفقر المقاطعات في إيران. تعاني العديد من القرى والبلدات الصغيرة في هذه المحافظة من غياب المدارس، والكهرباء، وإمدادات المياه، مما يعكس تهميشًا متعمدًا لهذه الفئة من المجتمع.
الاحتجاجات والمجازر الطائفية
في أعقاب مقتل "جينا مهسا أميني" في مخفر الشرطة عام 2022، اندلعت احتجاجات واسعة في زاهدان، عاصمة مقاطعة سيستان وبلوشستان. وخلال يوم 30 سبتمبر 2022، أطلقت قوات الأمن الإيرانية النار على المتظاهرين الذين تجمعوا حول المسجد الكبير للسنة في زاهدان بعد صلاة الجمعة، مما أسفر عن مقتل 80 شخصًا، فيما وُصف بأنه مجزرة طائفية كبرى.
تصاعد عمليات الإعدام
بعد هذه الاحتجاجات، ارتفع عدد عمليات الإعدام في إيران بشكل كبير. ففي عام 2023، أُعدم ما لا يقل عن 834 شخصًا، كان خُمسهم من الأقلية السنية البلوشية، مما يعكس تصعيدًا ممنهجًا للقمع والتمييز ضد المسلمين السنة.
وفي الختام يجب التأكيد على أنه لا تزال معاناة المسلمين السنة في إيران مستمرة في ظل التمييز الممنهج ضدهم، حيث يُحرمون من حقوقهم الدينية والسياسية والاجتماعية. .