19 فبراير 2025
السيدة حورية، أو زينب الصغرى بنت الحسين بن علي بن أبي طالب، هي واحدة من الشخصيات البارزة في تاريخ الإسلام، والتي ارتبط اسمها بملحمة كربلاء الأليمة.
تُعدّ حورية رمزًا للصبر والتضحية، وقد حملت في حياتها الكثير من الأحداث الجسام التي جعلتها تُلقب بـ"حورية" و"طبيبة أهل البيت".
هذه المقالة تسلط الضوء على حياة هذه السيدة الجليلة، منذ ميلادها، مرورًا بدورها في كربلاء، وصولًا إلى انتقالها إلى مصر ووفاتها في مدينة بني سويف.
وُلدت السيدة حورية في بيت النبوة والإمامة، فهي ابنة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولدت في المدينة المنورة، حيث كانت عائلة النبي تعيش في كنف العلم والإيمان.
تربت في بيت مليء بالتقوى والورع، وتعلمت من والدها الإمام الحسين وأمها السيدة الرباب قيم الإسلام العليا.
لُقبت السيدة حورية بهذا الإسم بسبب جمالها الأخاذ وطهارة قلبها، حيث كانت تشبه الحور العين في جمالها وصفاء روحها.
كما أن هذا اللقب يعكس نقاءها الروحي وإخلاصها في خدمة أهل البيت.
وقد اشتهرت بهذا الاسم بين الناس، فأصبحت تُعرف به أكثر من اسمها الأصلي "زينب الصغرى".
دورها في كربلاء
عندما خرج الإمام الحسين إلى كربلاء، رافقته السيدة حورية مع بقية نساء وأطفال أهل البيت.
كانت شاهدًا على الأحداث المأساوية التي وقعت في كربلاء، حيث شهدت استشهاد أبيها الإمام الحسين وإخوتها وأقاربها في يوم عاشوراء.
وقد أصيبت بجراح أثناء تلك الأحداث، حيث كانت تسعى لمساعدة الجرحى والمصابين من أهل البيت.
إصابتها في كربلاء ودورها كطبيبة
أثناء معركة كربلاء، أصيبت السيدة حورية بجرحٍ بليغ، ولكنها لم تترك مكانها، بل استمرت في تقديم العون والمساعدة للجرحى.
كانت تُداوي جراح أهل البيت بكل ما أوتيت من قوة، مما جعلها تُلقب بـ"طبيبة أهل البيت".
وقد تحملت الألم والمعاناة بصبرٍ عظيم، مما جعلها رمزًا للتضحية والإيثار.
رحلتها إلى مصر مع عمتها السيدة زينب الكبرى
بعد أحداث كربلاء، تم أسر نساء وأطفال أهل البيت، ومن بينهم السيدة حورية.
رافقت عمتها السيدة زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب في رحلتها إلى الشام، ثم إلى مصر.
كانت السيدة زينب الكبرى تقود هذه الرحلة بنفسها، حيث كانت تحمل رسالة أهل البيت إلى العالم الإسلامي، وتُعرف الناس بحقيقة ما حدث في كربلاء.
في مصر، استقرت السيدة حورية مع عمتها السيدة زينب، حيث كانتا تعيشان في كنف المجتمع المصري الذي احتضنهما بكل حب وتقدير.
وقد لعبت السيدة حورية دورًا كبيرًا في نشر علوم أهل البيت وقيم الإسلام في مصر.
انتقالها إلى بني سويف ووفاتها
بعد فترة من الإقامة في مصر، انتقلت السيدة حورية إلى مدينة بني سويف، حيث استقرت هناك حتى وفاتها.
تُوفيت السيدة حورية في بني سويف، ودفنت فيها، حيث أصبح قبرها مزارًا للمسلمين الذين يقصدونه للتبرك والدعاء.
وقد ترك اسمها أثرًا كبيرًا في قلوب الناس، حيث تُذكر دائمًا بصبرها وتضحيتها وإخلاصها لأهل البيت.