03 فبراير 2025
بعد مرور 4 عقود على "الثورة" في إيران، والتي أطاحت بحكم الشاه وأتت برجل الدين روح الله الخميني إلى الحكم عام 1979، أظهرت نتائج استطلاع رأي أجراه مركز " كمان " الإيراني لاستطلاعات الرأي ومقره في هولندا، أرقاما صادمة عن التحول الديني بالمجتمع الذي يشكل فيه الشيعة الأغلبية العظمى .
أظهرت نتائج استطلاع الرأي أن نحو نصف المواطنين الإيرانيين تحولوا من التدين إلى الإلحاد، وأن 32 في المائة فقط من الإيرانيين يعتبرون أنفسهم "مسلمين شيعة" كما أظهرت نتائج الاستطلاع، أن من بين 50 بالمئة من المتدينين، هناك 37 بالمئة يؤمنون بمفهوم الحياة بعد الموت، و30 بالمئة يؤمنون بالجنة والنار، و26 بالمئة يؤمنون بالجن، بينما 26 بالمئة لا يؤمنون بفكرة ظهور منقذ الإنسانية، التي تعد أساس المذاهب الشيعية .
وفي إحصائية صادمة، ذكر الاستطلاع أن نحو نصف السكان قالوا إنهم انتقلوا من التدين إلى الإلحاد، كما أن نحو 6 بالمئة من السكان قد تحولوا إلى ديانة أخرى. كما أن 68 بالمئة من السكان يعتقدون أن الأحكام الدينية يجب ألا تكون هي القاعدة في التشريع، حتى لو حصل المحافظون على أغلبية البرلمان .
ومع أنتشار وسائل التواصل الاجتماعي ، انتشرت ظاهرة تراجع الشباب الإيراني عن معتقداتهم الدينية و التوجهة نحو الإلحاد أو عبادة الشيطان , وفي عام 2010 حذرت وكالة أنباء "مهر" الرسمية المسؤولين عن وجود 70 فرقة من عبدة الشيطان في البلد وأشارت وكالة فارس عن وجود تيار عبدة الشيطان في إيران ، كما كشفت وكالة " خبرنكاران " عن اعتقال 12 شخص من عبدة الشيطان في أحد مطاعم طهران ،كما أعلن القضاء الإيراني إلقاء القبض على 135 شخصاً في مقاطعة دماوند شرق العاصمة طهران بتهمة ممارسة طقوس "عبادة الشيطان " حسبما أفادة وكالة "تسنيم" الإيرانية .
وبدون شك أن هناك عوامل عديدة أدت إلي تحول الإيرانيين إلي الإلحاد لعل أشد هذه العوامل هو اعتبار النظام الإيراني نفسه حاكما بأمر الله، وأن سياساته وأفكاره إلهية، وهو ما كان له النصيب الأكبر في تحول الإيرانيين إلى الإلحاد .
ومن العوامل التي أدت إلى تحول الإيرانيين إلى الإلحاد استغلال الدين واستخدامه المفرط للتغول على السلطة من قبل قادة إيران، إضافة إلى ترويج الخرافات والشعوذة في الأوساط الرسمية الدينية ، كلها أدت إلى اتساع دائرة الملحدين .
ومن أشد العوامل إلى أدت إلى هذا التحول هو الخمس الذي يتقاضاه رجال الدين في إيران كان من أشد عوامل تحول الإيرانيين إلى الإلحاد حيث جعل منهم أثرياء وبعضهم ذو ثراء فاحش، بينما باقي أفراد الشعب الإيراني يعانون الفقر الشديد والبطالة .