17 يناير 2025
شهدت سوريا منذ اندلاع الثورة دخول الآلاف من الميلشيات الشيعية المسلحة وخاصة من عناصر من حزب الله اللبناني إلى بين عامي 2011 و2012، ووجودهم في المواقع الحيوية بالعاصمة دمشق ومواقع بحلب شمال البلاد، خصوصاً نبل والزهراء، إضافة إلى كفريا والفوعة شمال شرق إدلب ، وانتشارهم بلباس مدني وعسكري على أبواب الكليات في جامعتي دمشق وحلب، وذلك للمشاركة في قمع المظاهرات وضرب الطلاب وسحلهم، وبعدها تدخّلهم بأوامر مباشرة للمشاركة العسكرية وارتكابهم جرائم حرب يندى لها الجبين، مثل مجزرة الحولة الشهيرة عام 2012 التي قتل فيها 112 من السوريين المدنيين،بينهم نساء وأطفال ذبحاً بالسكاكين.
يكشف الجنرال حسين همدانى، الذي قاد قوات شيعية مشتركة بسوريا وقُتل هناك، في مذكراته «رسالة الأسماك»، أن حزب الله كان أكثر حماسة للدخول في المعارك بسوريا من إيران نفسها، بل إن الأمين العام حسن نصر الله، هو من شجَّع إيران على التدخّل، عندما طالبها بخطة تحرّك عسكرية وسياسية ضد الحراك الثوري في سوريا منذ أن كان سلمياً .
وأبرز المجازر التي تسرّبت عام 2013 مقاطع مصوّرة، كانت في بلدة العتيبة بريف دمشق، حيث نفّذ عناصر من ميلشيات حزب الله الشيعي مجزرة استُشهد فيها أكثر من 175 مدنياً كانوا يحاولون مغادرة الغوطة المحاصرة .
وفى أكتوبر عام 2013 كشف مقطع فيديو قيام عناصر من مليشيات حزب الله اللبناني بإعدام جرحى سوريين عقب المعارك التي جرت في مدينة القصير السورية، وانتهت بسقوط المدينة في أيدي الجيش السوري النظامي وعناصر من مليشيات حزب الله الشيعي ، ومن خلال الأصوات يتّضح حديث بعض عناصر حزب الله باللهجة اللبنانية خلال تنفيذ الإعدامات الميدانية للجرحى، وكان الفيديو يحتوى على مشاهد قاسية جداً تُظهر توسل الجرحى السوريين لعناصر حزب الله بالحفاظ على حياتهم، إلا أن ذلك كان يُقابل بوابل من الرصاص بلا رحمة .
وفى 2013 أيضاً، هدّد عناصر من مليشيا حزب الله الشيعي بدخول مسجد خالد بن الوليد في حمص ونبش قبره، وما إن مضى عام عليه، حتى اقتحموه ودمروا الضريح ونهبوه، وكتبوا على جدرانه عبارات شيعية طائفية، ولم يتوقفوا عند ذلك، بل رفعوا الأذان بصيغته الشيعية ، مستفزين جميع الأهالي المحاصرين .
وفى العام نفسه تم تداول فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لعنصر من مليشيات حزب الله الشيعي ، وهو يتوعّد بقتل آخر سنّي ويسبُّ أهل السنّة ويصفهم بألفاظ همجية وطائفية، وتوعَّد باحتلال الكعبة المشرّفة.
واتهم تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان «حزب الله» عام 2014 بارتكاب مجازر بشعة ضد الإنسانية وصلت إلى حد «الذبح وقتل جميع أبناء الحي حتى النساء والأطفال»، تنوعت بين الإعدامات الميدانية بالرصاص واغتصاب النساء وقتل الأطفال وكبار السن والتنكيل بالجثث وحرقها .
ومع التدخّل الروسي عام 2015 تدخّل الآلاف من عناصر حزب الله الشيعي بأوامر من إيران، وحاصروا مدينة مضايا وحرموا أهلها من الطعام والدواء، وهو ما أدى إلى وفاة الكثير من الأطفال والمرضى وكبار السن، وقتلوا المئات، ثم فرضوا التهجير على من تبقى من الأهالي، من أجل تغيير ديموغرافية الأرض لصالح الشيعة مقابل السنة ،
في ما بعد قام عناصر حزب الله الشيعي بأوامر من حسن نصر الله وفؤاد شكر وإبراهيم عقيل بتسوية قرى وبلدات بأكملها بالأرض، وقتلوا أهلها، وطردوا سكان مدينة القصير شرق حمص، واحتلوها بشكل كامل .
لم تكن عمليات التهجير التي قام بها عناصر حزب الله الشيعي في القصير وحمص الأخيرة، بل كرّروها عشرات المرات، وكانت العملية الأبشع في مدينة دير الزور شرقي سوريا، ودرعا في الجنوب، إضافة إلى القلمون غرب دمشق، والبادية السورية، حيث هجّروا السكان الأصليين وجلبوا أنصارهم من العراق .
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ، فأن نحو 618 ألف شخص قتلوا واستشهدوا منذ اندلاع الثورة السورية في 2011 ، بخلاف المصابين والمهجرين والمختفيين .