04 يناير 2025
يعود تاريخ الإسلام في أمريكا الشمالية إلى القرن السابع عشر مع وصول العبيد الأفارقة. ومع ذلك، لم تتبلور حركة إسلامية منظمة حتى القرن العشرين, و من أبرز المحطات في تاريخ الحركة الإسلامية في أمريكا , كانت أمة الإسلام واحدة من أبرز الحركات الإسلامية في أمريكا وقد تأسست عام 1930 على يد إليغا محمد ، وقدمت رؤية إسلامية فريدة تجمع بين عناصر الإسلام التقليدي والأفكار القومية السوداء
ومع مرور الوقت، ظهرت العديد من الجماعات الإسلامية الأخرى في أمريكا، مثل جماعة الإخوان المسلمين والتي أصبحت أكبر وأقوي الجماعات الإسلامية في أمريكا ,و بما في ذلك جماعات سنية وجماعات صوفية . كما ظهرت أيضاً جماعات إسلامية ليبرالية تقدم تفسيرات أكثر مرونة للإسلام
أما عن التأثير الأجمتاعي للحركة الإسلامية على المجتمع الأمريكي فقد ساهمت الجماعات الإسلامية في بناء مجتمعات إسلامية قوية ومتماسكة ومؤثرة في المجتمع الأمريكي , من خلال توفير الخدمات الاجتماعية والدينية، وتعزيز القيم الإسلامية بين أفراد الجالية , كما يشارك المسلمون الأمريكيون بنشاط في الأعمال التطوعية، سواء داخل مجتمعاتهم أو في المجتمع الأمريكي بشكل عام .
وأما عن التأثير الاقتصادي فأن الحركة الإسلامية تساهم بشكل كبير في الاقتصاد الأمريكي من خلال تأسيس الشركات الصغيرة والمتوسطة، والاستثمار في مختلف القطاعات, كما تدير الجاليات الإسلامية العديد من المنظمات غير الربحية التي تقدم الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية للمجتمع الأمريكي , وقد تلاحظ تزايد الطلب على المنتجات الحلال، مما أدى إلى نمو صناعة الأغذية الحلال والسياحة الحلال .
وبالنسبة للتأثير السياسي للحركة الإسلامية في أمريكا فقد تشكلت العديد من المنظمات الإسلامية التي تعمل على التأثير في صانعي القرار من خلال لوبي ًإسلامي . تركز هذه المنظمات على قضايا مثل حقوق الإنسان، وحقوق الأقليات، والسياسة الخارجية الأمريكية تجاه الدول الإسلامية، وقضايا العدالة الاجتماعية .
كما يمثل الناخب المسلم قوة انتخابية متزايدة لا يمكن تجاهلها، خاصة في بعض الولايات ذات الكثافة السكانية المسلمة. ودائما ما تسعى الأحزاب السياسية إلى كسب أصوات الناخبين المسلمين من خلال تبني مواقف مؤيدة للقضايا التي تهمهم , ومن هنا يظهر تأثير الحركة الإسلامية على صناعة القرار السياسي في أمريكا .