22 ديسمبر 2024
دائماً ما تكون الدول العربية هدف أساسي للمشاريع الاستعمارية , و حلم استرجاع الإمبراطوريات التاريخية , فجميع الصراعات والحروب الدائرة في منطقتنا العربية من أجل هذا الهدف, وينحصر الصراع بين ثلاث مشاريع , المشروع الإيراني والذي يهدف إلى السيطرة على الدول العربية , وتكوين الهلال الشيعي , ويعد هذا المشروع هو مشروع قومي إيراني, والمشروع الثاني هو المشروع الصهيوني ( أرض الميعاد ) والذي يمتد من النيل إلى الفرات,هذا المشروع مدعوم من النظام الصهيوني العالمي دعم غير محدود , والمشروع الثالث هو عودة الإمبراطورية العثمانية , وهو ضم الدول التي كانت جزء من الإمبراطورية العثمانية قبل سقوطها علي يد مصطفى كمال أتاتورك عام 1924 , والتي كانت تمتد من البلقان في الجنوب الشرقي لأوربا وامتدت حتى آسيا الوسطي وشبة الجزيرة العربية والجزء الشمالي من أفريقيا عبر الأناضول .
أولاً
المشروع الشيعي , وهو يهدف إلى تكوين إمبراطورية شيعية أو كما يطلق عليه الهلال الشيعي والذي يمتد من بلاد الشام عبر إيران إلى الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية , من خلال السيطرة على الدول العربية ، وإقامة أنظمة سياسية مشابهة لنظام ولاية الفقيه , تكون ولائها الأول والأخير لدوله إيران , ومن أجل ذالك تستخدم كل الوسائل المتاحة لديها ,حيث أن الإمبراطورية الشيعية هي مشروع قومي إيراني , وضعت له ميزانية مفتوحة , ومن خلال هذا قامت إيران باستخدام الشيعة المتواجدون في الدول المستهدفة لإشعال الفتن الطائفية والقلائل والتحريض على الأنظمة الحاكمة من أجل أضعاف هذه الدول , مما يسهل التدخل الإيراني في شؤونها الداخلية,ومن ثم تكون هذه الدول تحت سيطرة إيران وتكون جزء من الهلال الشيعي. ونجد أن المخطط الشيعي نجح في بعض الدول مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن وأصبحت هذه الدول تخضع إلي إيران , ومع تطورات الأحداث في المنطقة العربية , وإبان سقوط نظام بشار الأسد في سوريا خرجت سوريا عن السيطرة الإيرانية , وهذا لا يمنع من استمرار المشروع الإيراني وسعي إيران الدائم لإقامة الإمبراطورية الشيعية وأن الدول العربية والشرق الأوسط مازالوا في مرمى نيران المشروع الشيعي .
ثانيا
المشروع الصهيوني , وهو مشروع سياسي ديني يستهدف أقامة وطن لليهود المعروف بأرض الميعاد والتي تمتد من الفرات إلي النيل وهو مشروع مدعوم بشكل كامل من النظام الصهيوني العالمي, بداء تنفيذه عام 1948 باحتلال جزء من أرض فلسطين واستكمل في 1967 باحتلال أجزاء من سوريا ومصر ولبنان وأجزاء أخرى من فلسطين , وفي أطار مواجهة هذا المشروع نجح الجيش المصري في عام 1973 باسترجاع سيناء وظلت الدول الأخرى تحت الاحتلال الصهيوني , وفي السابع من أكتوبر عام 2023 بعد هجمات الفصائل الفلسطينية المسلحة على المعسكرات الصهيونية, والتي استغلتها إسرائيل لاستكمال مشروعها الاستعماري , حيث قامت بالتوسع الجغرافي وضمت المزيد من المساحات إليها , وكانت البداية باحتلال غزة وجزء من لبنان وأجزاء أخرى من الضفة الغربية , وبعد انسحاب الجيش السوري جراء سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد , دخل الجيش الإسرائيلي إلي الأراضي السوريا , وأحتل أجزاء كبيرة منها , بعد أن قام بتدمير مستودعات الأسلحة والذخائر, بجانب المعدات والآلات العسكرية التي تركها الجيش السوري , ومن وقت للأخر تعلو الأصوات داخل دولة إسرائيل بتنفيذ المشروع القومي واحتلال الدول العربية من النيل للفرات , لتكون المنطقة العربية في مرمى نيران المشروع الصهيوني .
ثالثاً
المشروع العثماني , حيث تعتبرعودة الإمبراطورية العثمانية , مشروع قومي وأساسي لدي الدولة التركية , وقد ظهر هذا المشروع بقوة عند وصول الرئيس رجب طيب أردوغان لحكم تركيا في عام 2002 وفي أطار تنفيذ هذا المشروع قامت دولة تركيا ببناء تحالفات قوية (عسكرية واقتصادية وسياسية ) , ومن أهم أدوات تركيا المستخدمة لتحقيق هذا المشروع هو دعم الجماعات المسلحة في الدول التي بها قلائل , حتى تصل إلى الحكم أو تنتزعه بقوة السلاح , وبالتالي تكون تبعية هذه الدول لتركيا , ويكون لتركيا النصيب الأكبر في صناعة قراراتها , وتكون أحدى دول الإمبراطورية العثمانية كما حدث في سوريا , ويحدث الان في ليبيا وقد ينتقل إلى دول العربية أخرى عبر أدوات مختلفة ليست كلها عسكرية , ومن أجل هذا المشروع أقامت تركيا العديد من القواعد العسكرية في الخارج في كل من الشرق الأوسط وأفريقيا خلال السنوات الأخيرة تحت ذريعة حماية مصالحها الإستراتيجية خارج الحدود , ومن الدول المتواجد بها قواعد عسكرية تركيا ( سوريا , العراق , الصومال , قطر , قبرص , ليبيا ) هذه القواعد قابلة للزيادة لان تصل إلى جميع الدول التي كانت تحت الإمبراطورية العثمانية التاريخية . لكي تكون المنطقة العربية في مرمى نيران المشروع العثماني .