09 ديسمبر 2024
تسعى الدولة التركية بقيادة رئيسها الحالي رجب طيب أردوغان إلى عودة الأمبراطورية العثمانية, والتي أنتهت رسمياً في 3 مارس عام 1924 , بعد أزاحة أخر سلاطينها محمد السادس بقرار من مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة .
وفي اطار سعي تركيا لتحقيق هذا الحلم تقوم الدولة التركيا بفرط نفوذها على العديد من الدول المجاورة , حيث تسعى تركيا لفرط نفوها على الدول الناطقة بالتركيا في آسيا الوسطى على الجانب الشرقي من بحر القوقاز . هذا بخلاف تدخلها في الشئن الداخلي لدول أخرى .
من المؤكد أن الحكومة التركية، بقيادة الرئيسها أردوغان، تسعى بشكل منهجي لإعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية، وذلك من خلال سياساتها الداخلية والخارجية, وهناك العديد من الأدلة الظاهرة منها على سبيل المثال .
التأكيد على التوراث العثماني حيث تعمل الحكومة التركية على تسليط الضوء على الإنجازات التاريخية للإمبراطورية العثمانية، وتبني خطاباً يربط بين الهوية التركية الحديثة وتلك الإنجازات .
التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة حيث تتهم تركيا بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول مثل سوريا والعراق وليبيا، وذلك بدعوى حماية الأقليات التركية أو مكافحة الإرهاب، وهو جزء من استراتيجية أوسع لإعادة النفوذ التركي في المنطقة .
أما عن التدخلات التركيا في شؤون الدول الأخري فهي متعدة ومنها
سوريا : تدخلت تركيا بشكل مباشر في الحرب الأهلية السورية، ودعمت فصائل المعارضة المسلحة، وأنشأت مناطق آمنة في شمال سوريا .
ليبيا : تركيا في الصراع الليبي، ودعمت حكومة الوفاق الوطني، وأرسلت قوات عسكرية ومستشارين عسكريين إلى ليبيا .
العراق : تدعم تركيا بعض الميليشيات الكردية في العراق، وتتهمها دول أخرى بالتدخل في شؤونها الداخلية .
قبرص : تدعم تركيا الجمهورية التركية لشمال قبرص، وتعارض أي حل سياسي للقضية القبرصية لا يضمن مصالح الأتراك القبارصة .
التوسع الأقتصادي في أفريقيا حيث تسعى تركيا إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الأفريقية، والتي كانت جزءاً من الإمبراطورية العثمانية في الماضي، وهو ما يفسره البعض على أنه محاولة لإعادة بناء نفوذها في القارة السمراء.
بينما لا يمكن إنكار وجود عناصر من الحنين إلى الماضي في الخطاب السياسي التركي , ونجد أن الحكومة التركية تسعى دائماً إلى تعزيز شعبيتها من خلال تقديم نفسها كمدافع عن الهوية الوطنية والتاريخ التركي، وهو ما يجد صدى لدى جزء كبير من الشعب التركي .
وفي هذا الإطار نلاحظ أن تركيا تسعى دائماً إلى أن تكون لاعباً رئيسياً في المنطقة والعالم، وأن تلعب دوراً أكبر في حل الأزمات الدولية، وهو ما يتطلب منها اتباع سياسات خارجية نشطة .
ومن أجل تحقيق الحلم التركي بعودة الامبراطورية العثمانية كان لازاما على الحكومة التركيا وعلى رئيسها رجب طيب أردوغان الدخول في تحالفات دولية وأقليمية .
حلف الشمال الأطلسي ( الناتو ) . يعتبر من أقدم التحالفات وأهمها حيث تعتبر تركيا عضو مؤسس في الناتو من عام 1952 ويعتبر هذا التحالف ركيزة أساسيا لأمنها القومي , وتتمثل أبرز مظاهر التعاون في المشاركة في التدريبات العسكرية المشتركة، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتطوير القدرات العسكرية المشتركة .
الأتحاد الأوروبي : تسعى تركيا دائماُ إلى الأنضمام إلى الأتحاد الأوروبي وقد أتخذت شوط كبير في أطار هذا السعي .
أما عن التحالفات الإقليمية فأن تركيا تسعى لأن يكون لها دور قيادي في المنطقة ومن أجل هذا شكلت تحالف مع دول القوقاز حيث يربط بينهم علاقات تاريخية وثقافية وأقتصادية , كما أنها تسعي تكوين علاقات قوية مع دول الشرق الأوسط , وتسعى تركيا أيضا إلى تعزيز علاقتها بدول أفريقيا من أجل توسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي في القارة , ولا يخفى على أحد علاقة تركيا بالصين وسعيها دائماً لتقوية هذه العلاقات وتعتبر الصين الشريك الأقتصادي والتجاري الأقوي لتركيا .
جميع هذه الخطواط التي أتخذتها تركيا من تدخلات في شؤون دول آخري , و بناء والمشاركة في تحالفات دولية وأقليمية من أجل تحيقق حلم تركيا الأكبر, وهو عودة الأمبراطورية التركيا , لكن جميع الشواهد والمعطيات الحاليه تؤكد على أنه حلم صعب المنال , نظراً للتغيرات الأقليمية والسياسية وظهور قوى دولية عظمى , ومن هنا نستطيع أن نقول أن الامبراطوية العثمانية لن تعود .