01 ديسمبر 2024
فضيحة إيران- كونترا هي واحدة من أبرز الفضائح السياسية التي هزت الولايات المتحدة في الثمانينيات, تكمن هذه الفضيحة في صفقة سرية قامت بها إدارة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، حيث باعت أسلحة إلى إيران، والتي كانت في أمس الحاجه إليها لأستخدمها في الحرب التي تخوضها ضد العراق , وهي دولة صنفتها الولايات المتحدة كدولة عدوة، وذلك مقابل إطلاق سراح رهائن أمريكيين كانوا محتجزين في لبنان. هذه الصفقة، التي كانت مخالفة للقانون الأمريكي، كشفت عن جوانب مظلمة في السياسة الأمريكية، وأدت إلى أزمة سياسية كبيرة .
ففي منتصف الثمانينيات ( في أواخر عام 1986 ) ، كانت الولايات المتحدة تواجه أزمة رهائن في لبنان، حيث كان عدد من المواطنين الأمريكيين محتجزين لدى ميليشيات شيعية مواليه لإيران. في محاولة لإطلاق سراح هؤلاء الرهائن، قامت إدارة ريغان بصفقة سرية مع إيران، حيث وافقت على بيع أسلحة أمريكية متطورة إلى إيران، على الرغم من حظر الكونغرس الأمريكي على مثل هذه المبيعات .
كان الهدف الأساسي من هذه الصفقة هو إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين المحتجزين في لبنان .
تم توجيه جزء من الأموال المتحصلة من بيع الأسلحة إلى دعم حركة الكونترا في نيكاراغوا، وهي حركة معارضة للحكومة ساندينيستا في نيكاراغوا والتي كانت مدعومة من قبل الولايات المتحدة.
كانت هناك أمل في أن تؤدي هذه الصفقة إلى تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، وفتح الباب لحوار مستقبلي
تم الكشف عن هذه الصفقة بطريقة غير متوقعة، عندما قام موظف في مجلس الأمن القومي الأمريكي بتدمير بعض الوثائق المتعلقة بالصفقة. أدى هذا الأمر إلى فتح تحقيق برلماني، والذي كشف عن تفاصيل الصفقة المخفية.
تسببت هذه الفضيحة في أزمة سياسية كبيرة داخل الولايات المتحدة، وأدت إلى استقالة العديد من المسئولين الحكوميين .
أدت هذه الفضيحة إلى تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، وزادت من التوتر في المنطقة .
أدت هذه الفضيحة إلى تغيير في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث أصبح هناك تركيز أكبر على الشفافية والمساءلة .
تعتبر فضيحة إيران-كونترا واحدة من أهم الفضائح السياسية في التاريخ الأمريكي، حيث كشفت عن جوانب مظلمة من السياسة الأمريكية، وأظهرت كيف يمكن أن تؤدي المصالح السياسية إلى اتخاذ قرارات متناقضة وغير أخلاقية. كما أثرت هذه الفضيحة على الثقة بين الشعب الأمريكي وحكومته، وأدت إلى نقاشات واسعة حول دور الحكومة في السياسة الخارجية .
فضيحة إيران- كونترا هي قصة معقدة تتضمن عناصر من السياسة والدبلوماسية والأخلاق. هذه الفضيحة تظل درسًا مهمًا في تاريخ الولايات المتحدة.