27 اكتوبر 2024
تبقى إيران أحد الدول التي تضر بالقضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية، وتعد أحد أهم حلفاء العدو في الخفاء، فسبق للعدو أن مدها بكل الأسلحة التي احتاجتها في حربها ضد العراق الشقيق،
والآن استطاعت تخفيف حدة غضب المجتمع الدولي من العدو، وحرب الإبادة التي ينتهجها للأشقاء في فلسطين..
واستطاعت تقديم حدة الغضب هذه، بتمثيلية الهجوم المتبادل بين طهران وتل أبيب، فقبل أن توجه صواريخها للأرض المحتلة أبلغت واشنطن وتل أبيب بالهجوم،
وهاهي تستبقل ضربات العدو بعد أن أبلغها مسبقا بموعد الضربة، والأهداف المقصود توجيه الضربة إليها.
كانت إيران ثاني دولة ذات غالبية مسلمة تعترف بالعدو كدولةً ذات سيادة بعد تركيا.
نظرة العدو إلى إيران على أنها حليف طبيعي باعتبارها دولة غير عربية على حافة العالم العربي، وفقًا لمفهوم ديفيد بن غوريون لتحالف المحيط.
التحالف بين الطرفين، ليس وليد الصدفة، فهو ممتد منذ قيام دولة العدو المزعومة، في عهد شاه إيران محمد رضا بهلوي، والتحالف الوثيق بينهما، في ضرب المصالح العربية في حينها،
إضافة إلى العلاقة الوثيقة بين الموساد وجهاز المخابرات الإيراني(سواك وبالفارسية سواكــ) وهي الشرطة السرية لممكلة إيرانَ البهلوية. أسّسها محمد رضا بهلوي شاه إيران بمساعدة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) والموساد.
إيران والعدو، بتبادل الضربات المتفق عليها مسبقا، جاء الهدف منه توجيه الرأي العام العالمي، عما يجري من جرائم في الأرض المحتلة، ومخطىء من يبرأ ملالي طهران من التواطىء والاشتراك في اغتيال إسماعيل هنية، وزعماء حماس في الداخل وآخرهم السنوار.
ونجح بالفعل الطرفان بتخطيط من واشنطن من رفع الحرج كثيرا عن العدو، وما يقوم به من جرائم، لم تشهدها الإنسانية من قبل.
يأتي التغلغل الإيراني المتزايد في المنطقة عموما وسوريا خصوصا، "باتفاق بين إيران من جهة وأمريكا والعدو من جهة أخرى، يسمح لإيران بالتمدد واستعداء العرب للتخفيف من العداء العربي لكيان العدو.
بعبارة أخرى هناك إتفاق بين تل أبيب وطهران على تقاسم العداء مع العرب، فبدلا من أن يظل العدو البعبع والعدو الوحيد للعرب في المنطقة، تتقاسم العداء مع إيران، بحيث يخف الضغط على العدو.
ولو نظرنا الآن لوجدنا ثمرات هذا الإتفاق على الأرض؛ ألم يصبح غالبية العرب ينظرون إلى إيران على أنها أخطر عليهم من العدو، وبادروا بالتطبيع مع العدو نكاية في إيران..!!؟.
وبالتالي، فإن كل العداء هذا الظاهر بين الطرفين مجرد ضحك على الذقون. أما خوف العدو من الوجود الإيراني في سوريا ولبنان فقد أصبح نكتة سمجة لم تعد تنطلي على تلاميذ المدارس،
فلا يمكن أن تتمد إيران إقليميا بهذا التوغل الرهيب سوى بمبماركة واشنطن، وتل أبيب، فالمصالح المستترة بين الأطراف الثلاثة يدفع ثمنها العرب عامة، وفلسطين خاصة ولا أحد آخر.