بحث


جاك إميل يكتب: اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفهوش !!

15 سبتمتبر 2024

جاك إميل يكتب: اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفهوش !!

كل منّا يعيش داخل فقاعة تسمى مننطقة الراحة التي تعرف بأنها المنطقة التي يشعر فيها الشخص بالراحة والأمان وعدم التوتر والسيطرة فهي تمثل ما اعتاد أن يفعله مراراً وتكرارا.

وداخل منطقة الراحة، لا ينخرط الشخص عادةً في تجارب جديدة أو يواجه أي تحديات.

فهو يشارك فقط في الأنشطة المألوفة له، مما يجعله يشعر "بالسيطرة" على بيئته،

ويبقى في منطقة الراحة الخاصة به لتجنب مشاعر القلق أو التوتر والألم.

فأي شيء خارج منطقة الراحة يخلق حالة من عدم اليقين، وعدم اليقين يجعلنا نشعر بالقلق.

وبطبيعة الحال نحن نميل إلى تجنب هذه المشاعر مما يجعل من الصعوبة بمكان مغادرة هذه الفقاعة.

قال روي بنت عن الخروج من منطقة الراحة "لن تتغير حياتك أبداً حتى تخرج من منطقة الراحة، يبدأ التغيير عند نهاية منطقة الراحة".

وأضاف روبين شارما "عندما نخرج من منطقة الراحة ما كان مجهولاً ومخيفاً بالنسبة لنا يصبح طبيعياً". 

المشكلة إننا نخاف من التغيير ودائما مل نظل ندور وندور في نفس النقطة وراسخ في أذهاننا المثل الشعبي "اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفهوش"،

مين قال كده ما يمكن اللي ما اعرفهوش أحسن لابد من التجربه لأن الوجود في منطقة الراحة يجعلنا نفقد:

- متعة التعلم فالتعلم المستمر يزيد من الثقافة والمعرفة وبالتالي اكتشاف كل ما هو جديد. 

- متعة التحدي لكل ما هو مألوف فالفوز بتحدٍ جديد متعة ما بعدها متعة. 

- الدخول في تجارب جديدة وبالتالي زيادة الخبرات التي تنمي شخصياتنا قدراتنا. 

- تنمية المهارات حيث أصبحت المنافسة اليوم على المستوى المهني والاحترافي شديدة جداً والوجود في منطقة الراحة يعطلنا عن اكتساب مهارات جديدة،

لأن اكتساب المهارات لابد له من تضحيات أولها الخروج من منطقة الراحة. 

- فرص للنمو المهني والشخصي قديماً قال الشاعر الأندلسي أبو البقاء الرندي "ويفوز باللذات كل مغامر.. ويموت بالحسرات كل جبان"،

لن تتقدم مهنياً أو مهارياً أو شخصياً دون أن تغامر مغامرة محسوبة.

صعوبة الخروج من منطقة الراحة 

لابد أن نعترف أن الخروج مما اعتدنا عليه والذي يمثل منطقة الأمان والسيطرة لنا ليس سهلاً لعدة أعتبارات:

- الخوف من المجهول: الخروج عن المعتاد ومنطقة السيطر يحمل في طياته الخوف من المجهول،

وهذا ليس سهلا فلكي نخرج من منطقة الراحة علينا أن نتحدى خوفنا "اللي أعرفه أحسن من اللي ما أعرفهوش".

جمد قلبك وأعتمد على الله فهو ضامن المستقبل وتيقن أن النجاح والفشل فيد يد الله. 

- التعود والكسل نواجه أيضا خطر الاعتياد على الأنشطة والأشياء والأشخاص مما يزيد ارتباطنا بمنطقة الراحة – التعود مصيبة تؤدي بنا إلى الكسل وعدم بذل الجهد للنمو والتطور – كفانا دوراناً في نفس النقطة وللنطلق نحو الأفضل. 

- الشعور بعدم الكفاءة قد نشعر في داخلنا بعدم الكفاءة للتغيير وإنني لن أستطيع،

لكن لابد أن نتيقن بأن "لكل منّا له قدرات ومواهب لا نهائية وضعها الله فينا علينا أن نجتهد ونثابر لصقلها"،

فالله لم يخلق أحدً بدون كفاءات أو قدرات لكن هناك مَن يدفنها فتخبو وهناك من يجتهد ليستخدمها فتُصقل وتنير. 

- الخبرات السلبية السابقة: "أنا حاولت وفشلت وفلان حاول وفشل".

أين المشكلة النجاح هو مجموعة من الخطوات الفاشلة التي تم التغلب عليها "لا نجاح بدون فشل".

لا تجعل الخبرات السابقة تتحكم فيك بل إنسى ما هو وراء وامتد إلى ماهو قدام إسع نحو هدفك واستعن بنعمة الله على تحقيقه. 

كيف نخرج من منطقة الراحة

الخروج من منطقة الراحة ليس سهلاً لكنه ليس مستحيلاً وممتعاً وله نتائج عظيمة. 

- إحلم: إحلم بالمنطقة أو المكانه اللي عايز توصل ليها "لو بطلنا نحلم نموت"،

مفيش حد كبير على الحلم مهما كان العمر إحلم واشتغل على حلمك "It is never too late" أسواء شيء انك تكتفي بالوجود في منطقة الراحة.

فالحم يجعل لديك سبب في البقاء. الحياة بدون حلم جحيم لا يطاق مزيج من الرتابة والملل. 

- الإراده للخروج: لن تخرج من منطقة الراحة إلا إذا كان لدينا الإرادة لذلك،

وأنا هنا لا أتحدث عن احلام اليقظة فأحلام اليقظة لن تقودنا إلى شيء،

ولكن أتحدث عن إرادة تتخذ قرارات وتعمل على تنفيذها وعلى استعداد لتحمل التكلفة والعواقف. 

- أكتشف المزيد حول التحديات المحتملة: كلما زادت معرفتك بالتحديات والمواقف المحتملة،

كلما بدا الأمر أقل إثارة للخوف. عندما نجمع المعلومات كافية لما نريد الوصول إليه،

ستكون لدينا توقعات أوضح ومعرفة أفضل للتعامل مع التحديات المحتملة لوضعها في حجمها الصحيح "لا نقلل ولا نضخم". 

- تحدي العادات: لكل منّا عاداته الخاصة وهذه العادات هي ما تبقينا داخل منطقة الراحة وللخروج منها علينا إيقاف عادات خاطئة من شأنها أن تهدر وقتنا وطاقتنا أحلامنا،

والبدء في عادات جديدة تمكننا من تطوير أنفسنا وهذه العادات الجديدة لابد أن تكون مصحوبة بما يطلق عليه بالإنجليزية الـ "Discipline" أي الإنضاط الذي يُِعد الطريق الوحيد للإنجاز. 

- كن إيجابي وفكر خارج الصندوق أثناء محاولتك الخروج من منطقة الراحة، قد تواجه مشاعر سلبية تمنعك من تحقيق هدفك.

وبينما يمكنك إعداد نفسك لمواجهة المواقف غير المواتية، حاول أن تظل إيجابياً وتقنع نفسك بأنك قادر على التعامل مع أي نتائج سلبية.

أنظر إلى المواقف السلبية باعتبارها فرصاً لتتعلم كيفية التحرر من منطقة الراحة الخاصة بك.

ولا يمكن أن ننتطور وننمو ونحن نفكر بنفس الطرق القديمة البالية لابد أن نغلب العقل ونفكر بطريقه إبداعية خارج الصندوق لنخرج من منطقة الراحة. 

- تخلص من ضغط الـ "Social Media" تمثل وسائل التواصل الأجتماعي اليوم ضغطاً كبيراً علينا وتشغل مساحة كبيرة من تشكيل أفكارنا ورؤيتنا للحياة،

علينا أن نُنقي هذه الأفكار ونأخذ منها ما يفيدنا ويساعدنا على التطور والنمو لا أن تضعنا تحت ضغط وتهدر طاقنما،

فيما لا يفيد بصريح العبارة "أبعد عن التفاهه واللي عايز يعمل ترند وخليك في المفيد". 

- رأي الناس: مثله مثل وسائل التواصل الاجتماعي لا تضغطنا عبارة "الناس ها تقول إيه" طالما لم نخرج عن الدين والمألوف المفيد وقيمنا المصرية الرئعة.

ومن الجيد الاستعانة بالناس ذوي الخبرات لمساعدتنا في التبصر بالخطوات الصحيحة التي يجب أن نتخذها وتدعيمنا عندما نخور في رحلة خروجنا من منطقة الراحة.

أخيراً وليس بآخر هذا المقال بذرة أو خطوة على الطريق عليك أن تدرس وتجتهد وتبذل ما في وسعك للخروج من منطقة الراحة. 

دمتم في رعاية الله.. 


جاك إميل الراحة وسائل التواصل الاجتماعي
شاهد أيضًا
مدحت الشيخ يكتب: ماذا حدث؟!

مدحت الشيخ يكتب: ماذا حدث؟!

11 سبتمتبر 2024
مدحت الشيخ يكتب: كده كافية

مدحت الشيخ يكتب: كده كافية

22 أغسطس 2024
جاك أميل يكتب: نحو الأفضل !!!

جاك أميل يكتب: نحو الأفضل !!!

26 يوليو 2024
ݘاك إميل يكتب: سؤال محير؟؟

ݘاك إميل يكتب: سؤال محير؟؟

02 يوليو 2024
هاني البدري يكتب ظاهرة الخبراء.. هل مرض الشهرة السبب؟

هاني البدري يكتب ظاهرة الخبراء.. هل مرض الشهرة السبب؟

04 يونيو 2024
مدحت الشيخ يكتب: جذور القضية.. والقضاء علي الهوية

مدحت الشيخ يكتب: جذور القضية.. والقضاء علي الهوية

04 يونيو 2024
ايهاب عطا يكتب: البشر يسافرون إلى المستقبل باستخدام تكنولوجيا سرية بالتعاون مع أجناس غير بشرية

ايهاب عطا يكتب: البشر يسافرون إلى المستقبل باستخدام تكنولوجيا سرية بالتعاون مع أجناس غير بشرية

01 يونيو 2024
شعيب سفير الانسانية بمطروح

شعيب سفير الانسانية بمطروح

30 مايو 2024
الكاتب الصحفي سيد بدري يكتب: الأهلي والترجي.. مباراة للمتعة أم للثأر

الكاتب الصحفي سيد بدري يكتب: الأهلي والترجي.. مباراة للمتعة أم للثأر

25 مايو 2024
ايهاب عطا يواصل كشف حقيقة المثقفين المصريين ويكتب: هل حقا جمع د. طه حسين تبرعات لتهجير اليهود إلى فلسطين؟

ايهاب عطا يواصل كشف حقيقة المثقفين المصريين ويكتب: هل حقا جمع د. طه حسين تبرعات لتهجير اليهود إلى فلسطين؟

18 مايو 2024
ايهاب عطا يكتب: د. زاهي حواس يحذو حذو أساتذته الملحدين في إنكار قصة موسى وفرعون وخروج اليهود من مصر

ايهاب عطا يكتب: د. زاهي حواس يحذو حذو أساتذته الملحدين في إنكار قصة موسى وفرعون وخروج اليهود من مصر

17 مايو 2024
الكاتب اليمني موسى المليكي يكتب: أخلاقيات المهنة 20

الكاتب اليمني موسى المليكي يكتب: أخلاقيات المهنة 20

07 مايو 2024
سماح صادق قناوي تكتب: طريق أمل

سماح صادق قناوي تكتب: طريق أمل

23 ابريل 2024
الكاتب اليمني موسى المليكي يكتب: لن يتقبل الناس رأي الإعلامي إلا حينما يتحرر من القيود.

الكاتب اليمني موسى المليكي يكتب: لن يتقبل الناس رأي الإعلامي إلا حينما يتحرر من القيود.

19 ابريل 2024
عزة سارى تكتب: «محمد صلاح».. حديث الساعة

عزة سارى تكتب: «محمد صلاح».. حديث الساعة

08 ابريل 2024
عزة سارى تكتب: «محمد صلاح».. حديث الساعة

عزة سارى تكتب: «محمد صلاح».. حديث الساعة

08 ابريل 2024
سمير البحيري يكتب: إسبانيا والخطوة المهمة في الصراع العربي الإسرائيلي!

سمير البحيري يكتب: إسبانيا والخطوة المهمة في الصراع العربي الإسرائيلي!

26 مارس 2024
رقية فريد تكتب: النصف الآخر

رقية فريد تكتب: النصف الآخر

24 مارس 2024
عزة سارى تكتب: من مخيلتى

عزة سارى تكتب: من مخيلتى

24 مارس 2024
محمد الغريب يكتب: «أبواب القرآن».. وتفسير «العاصي»

محمد الغريب يكتب: «أبواب القرآن».. وتفسير «العاصي»

22 مارس 2024
التعليقات