21 أغسطس 2024
التعليم مفتاح التقدم وقاطرة الدول والوسيلة المثلي للتغلب علي المشاكل والخروج من الأزمات وتنمية الموارد والقضاء علي المرض والإصلاح الاجتماعي ببساطة شديدة التعليم هو الحياة .
وعلينا النظر إلي التجربة الماليزية التي قام بها مهاتير محمد والاهتمام بالتعليم الذي كان له الدور الأبرز في تحول ماليزيا من دولة فقيرة قاصرة علي تصدير بعض المواد الأولية إلي دولة صناعية متقدمة يساهم قطاع الصناعة والخدمات فيها بنحو 90 في المائة من الناتج المحلي.
ما حملته السطور السابقة ليس بخفي علي احد ومعلوم للقاصي والداني عدا وزراء التعليم في مصر،
فالتعليم المصري تحول إلي حقل تجارب مفتوحة دون معايير مجهولة الهدف اختلفت كل منها شكلا وتوافقت جميعها علي مضمون واحد وهو الفشل.
نعم الفشل فقد تفرغ التعليم من مضمونة وأصبحت الشهادات أهم مما تهدف إليه وهو تحصيل العلم وإدراك ما تهدف إليه،
فقد تحولت المداس إلي أماكن مهجورة تفتح أبوابها مرتين في كل عام دراسي عند بداية العام مرة وعند أداء الامتحانات المرة الأخرى،
وأصبح الذهاب إلي المدرسة أثناء العام الدراسي تبديد للوقت وضياع للجهد وذلك لعدم وجود مدرس جاد يعلم انه يؤدي رسالة تعد الأفضل في هذه الحياة،
بالإضافة إلي غياب الرقابة علي المنظومة بالكامل فوصلنا إلي ما نحن بصداده الآن،
مافيا علنية للدروس الخصوصية مدرس لا يعمل إلا في السنتر التعليمي.. تسريب امتحانات جامعات خاصة،
فمن الغرائب أن تجد طبيب خريج جامعة خاصة حاصل علي مجموع أقل من خريج كلية تمريض يعمل مساعد له،
لابد من إصلاح التعليم وإعادة الأمور إلي نصابها الصحيح،
وأرى في بعض قرارات وزير التعليم المعلنة مؤخرا بداية لهذا الإصلاح فالقرارات في مضمونها محاربة مافيا التعليم ومحاولة إعادة الطلاب إلي المدارس بوضع نسبة كبيرة من أعمال السنة علي الحضور،
وأتمني أن تعود المدرسة إلي دورها في تربية الطالب قبل تعليمه وأن توضع خطة قصيرة المدي للنهوض بالتعليم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.