26 يوليو 2024
"أنت مميز" ببساطة مفيش منك أثنين فالله الخالق المبدع لم يخلق إثنان متطابقان ولكن كل منّا مميز وعنده ما لا يمكله الآخرون.
ونحن نريد أن نعيش في عالم أفضل ولكن قد لا نستطيع إيجاد هذا العالم الأفضل فمدينة أفلاطون الفاضلة لا وجود لها ولكن نستطيع أن نتغير لنكون نحن الأشخاص الأفضل ونؤثر في الدائرة المحيط بنا تأثير إيجابي.
قال تولستوي "الجميع يفكر في تغيير العالم ولا أحد يفكر في تغيير نفسه".
فالشخصية ليست نتيجة الجينات الوراثية التي تحدد الصفات الوراثية ولكننا مسؤولون بدرجة كبيرة عنها ولابد من تحمل هذه المسؤولية. وفي سعينا "نحو الأفضل" لابد أن نتخذ بعض الخطوات
إرادة التغيير
لا تستطيع وضع رجلك في نفس ماء النهر مرتين، فإن الماء يتغير، كما أنت تتغير فالتغيير هو الحقيقة الوحيدة الثابتة في الحياة كل شيء حولنا يتغير فثباتنا في منطقة الراحة هو نوع من التخلف الفكري والمهني وحتى المهاري وقال آرثر شوبنهاور "لا تخف من التغيير بل أعتنقه"،
ولا أقصد هنا فكرة التغيير للتغير ولكن التغيير نحو الأفضل فلا أزعم أن التغيير أمر سهل بل صعب وقد يكون صعب جدا ولكنه ليس مستحيلاً فنحن نخاف من التغيير،
وهذا أمر طبيعي ولكن الخوف الذي يجعنا جامدين غير متطورين أمر غير مرغوب ولابد من التعامل معه للتطور والنمو وقد نحتاج للمساعدة.
الخروج من منطقة الراحة
عرّف اخصائي الطب النفسي الدكتور أسامة كنعان "منطقة الراحة" بأنها "منطقة وهمية، تستخدم مجازا للدلالة على حالة نفسية يعيشها الفرد،
بحيث يشعر بالسعادة وبراحة كبيرة وطمأنينة غامرة ورضى عن نفسه، وحالته، ومعلوماته، ومهاراته وحتى عن الأشخاص الذين يتعامل معهم والمكان الذي يوجد فيه، حيث إنها جميعها ثابتة، ولا يوجد فيها أي جديد أو متغير".
والوجود في منطقة الراحة يسلبنا روح التحدي والمغامرة وحب معرفة الجديد وبالتالي نبقى أماكننا ونفقد متعة التغيير والتطور لنكون أفضلل كما قال أبو القاء الراندي – شاعر أندلسي "ويفوز باللذات كل مغامر..
ويموت بالحسرات كل جبان" فالخروج من منطفة الراحة جهد لابد من بذله فهو بداية التغيير نحو الأفضل.
تحديد الهدف
"أنا مصمم على بلوغ الهدف فإما أن أنجح وإما أن أنجح – ديل كارنجي"
الهدف هو ما يسعى الفرد إلى تحقيقه. فالهدف هو نهاية علمية لبداية نظرية لتحقيق الغاية والمراد منها إنجاز شيء ما أي أنه تحقيق لإرادة قوية
فالأهداف هي جزء هام من العمل/الحياة وتوفر إحساسًا بأنك في الاتجاه الصحيح وكذلك الدافع والتركيز الواضح والإحساس بالأهمية.
فالأهداف توجه المصادر التي نمتلكها فهي تمكنّا من استغلال مواردنا "الوقت ، المال، الصحة ، العلم .......... إلخ" في الطريق الصحيح لانه "بلا رؤيا يجمح الشعب"
يوماً ما سأقول "لم يكن الأمر سهلا ولكنّي فعلتها".
الإنضباط
تظل الأهداف مجرد أحلام يقظة ولكن الذي يحققها هو الإنضباط والمثابرة "الإنضباط هو الجسر ما بين الأهداف وما بين تحقيقها – جيم رون".
فالإنضباط هو أن تضع لنفسك مجموعة من القواعد المهنية والأخلاقية التي تمكنك من التطور نحو الأفضل فضبط الجسد والنفس وتكوين عادات صحية والابتعاد عن كل ما هو ضار بإرادتي المنفردة يشكل حياتي بطريقة أفضل
واحدة من المناطق اللتي لابد من تحقيق الإنضباط فيها هي "اللسان / الكلام".
الكلام الذي يخرج من الفم لا يمكن أن يرجع إليه مرة أخرى وهذه هي الخطورة. والكلام السلبي الذي أقوله لنفسي يهدر طاقتي ويفّشلني.
المثابرة
يخطيء من يظن أنه بمجرد توفر الإرادة ووضع الأهداف للتطور فإن الأمور ستسير بشكل تلقائي أو سهل بل على العكس ما يساعد على تطورك ونموك هو القدرة على التعامل مع العراقيل والمشاكل والضغوط تماما مثل الطفل الذ يتعلم كيف يمش.
فالنجاح هو عبارة عن مجموعة من الخطوات التي فشلت وتم التعامل معها "لا تقل أنا فاشل واكن هذه محاولة فاشلة ثم حاول مرة أخرى".
حتما سنتعرض لفشل ومعوقات ولكن الفيصل هو أن نكمل الطريق فهناك نور في نهاية النفق المظلم وأشد أوقات الظلام قبل طلوع الفجر.
متعة التعلم
إجعل من تعلم الجديد متعة واجعل لديك الشغف للمعرفة. في حوار للدكتور مجدي يعقوب بأحد القنوات الفضائية قال إنه يقرأ كل يوم لمعرفة الجديد فهناك جديد في الطب كل خمس دقائق.
فالعالم يتطور بصورة مذهله بسرعة رهيبة وإذا لم نتطور سنتخلف فكل ثانية هناك الجديد.
إستعن بالله
هناك ما لا نستطيع تحقيقه بقدراتنا الشخصية نتيجة لمحدوديتنا الشديدة وهذا طبيعي فما علينا سوى السعي والاجتهاد،
لكن النجاح هو من الله الذي لايضيع أجر من أحسن عملاً
أعمل الجزء اللي عليك وضع أهدافك ومجهوداتك في يد الله القادر والأمين الذي لا يضيع مجهود أحد ولكن يعطي كل واحد حسب حكمته.
وهو القادر أن يمنحنا القوة على التغيير عندما لا تتوفر لنا هذه.
فهو القادر أن يغيرنا "نحو الأفضل".
وللحديث بقية