05 يونيو 2024
عقدت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، لقاء افتراضيا عبر الـ "فيديو كونفرانس" مع عدد من المستثمرين المصريين في الصين، بحضور السفير عاصم حنفي، سفير مصر لدى الصين، وذلك للاستماع ومناقشة مقترحاتهم وأفكارهم وكذا التعرف على ما يواجهونه من تحديات.
حضر اللقاء السفير عمرو عباس، مساعد وزيرة الهجرة لشئون الجاليات، والسفير صلاح عبد الصادق مساعد الوزيرة للتعاون الدولي، والأستاذة سارة نبيل معاون الوزيرة للشئون الاقتصادية، والأستاذ كريم حسن، المستشار الإعلامي لوزارة الهجرة.
وفي بداية اللقاء، رحبت السفيرة سها جندي بالمستثمرين المصريين، لافتة إلى اتفاقيات التعاون بين مصر والصين التي عقدت مؤخرا خلال زيارة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى بكين للمشاركة في المنتدى العربي الصيني، ومن بينها خطة التطوير المشترك لمبادرة الحزام والطريق، والتعاون الوثيق في مجال الابتكار التكنولوجي وتكنولوجيا الاتصالات وعدد من مجالات التعاون الأخرى، مشددة على حرصها الشديد على التعاون مع كافة المؤسسات والجهات التي تستهدف دعم وتحقيق رؤية الدولة المصرية، وتلبية احتياجات جموع المصريين في الخارج، كون المواطن المصري اولوية في اهتمامات القيادة السياسية باعتباره عنصرا هاما من عناصر الأمن القومي وسفيرا دائماً لبلاده، مؤكدة على الحاجة إلى الاستماع إلى مقترحاتهم وأفكارهم الثرية تعظيما لدورهم المستقبلي في بناء الوطن.
استعرضت الوزيرة سها جندي كافة أشكال وفرص الاستثمار التي تطرحها الدولة، وخصوصا بالنسبة لأبنائها الذين تمنحهم الأولوية في الاستفادة منها، كما تناولت كافة أشكال الميزات والمحفزات الممنوحة لهم من خلال قرارات المجلس الأعلى للاستثمار والذي يترأسه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بنفسه، وتناولت الفرص المتاحة من مشروعات تخارج الدولة وخصوصا الناجح منها والمحقق لعوائد متميزة للدولة، كما استعرضت أشكال الاستثمار والتعاون الاقتصادي مع الصين في مختلف المجالات وتميز الفرص التي تقدمها مصر بالمقارنة بدول اخري في المنطقة قد تشكل جاذبية إلا أن ما تطرحه الدولة المصرية التي تتحول للتصنيع بوتيرة سريعة وتمنح الكثير من المزايا الجاذبة لتحقيق ذلك، بالإضافة إلى ما لديها بالفعل من أيدي عاملة شابة ومدربة، تحكمها في أهم شريان بحري للتجارة الدولية إلى مستوى العالم، قناة السويس، وموارد طبيعية بكر لم تستغل حتي الآن، والفرص المهولة في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة والصناعات البيئية والهيدروجين الأخضر وتكنولوجيا المعلومات، وغيرها الكثير من مزايا غير متوفرة للكثير من الدول حالياً، مؤكدة على أن هذا الاجتماع يستهدف كذلك التعرف من المصريين من العاملين في السوق الصيني التعرف على أشكال التعاون التي يقدرون أهمية بحثها في إطار عضوية الدولتين لمنظمة البريكس بما يسهل الحصول على تقييم حقيقي للمتاح من فرص واحتياجات للسوقين المصري والصيني يمكن التركيز عليها كأولوية.
كما أكدت السفيرة سها جندي أن المصريين بالخارج، ركيزة أصيلة من ركائز الأمن القومي المصري، وهناك حرص من الوزارة على تعزيز ولائهم وانتمائهم للوطن، والاستفادة من خبرات آلاف العلماء والخبراء منهم بالخارج، بالعمل على تطوير قواعد البيانات لدى الوزارة، والتي يتم العمل على تحديثها أولاً بأول، ويتم تطعيمها بكل عناصر القوى الناعمة من أبناء مصر للاستفادة بخبراتهم العلمية وإبراز تميزهم وإشراكهم في عملية التنمية المستدامة للدولة وتحقيق التقدم والحياة الكريمة المنشودة للجميع، كذلك الترويج للاستثمار في الدولة المصرية بعد التطور والتقدم الهائل الذي شهدته في البنية التحتية في السنوات الماضية لجذب الاستثمارات المتنوعة.
كما وجهت وزارة الهجرة الدعوة إلى المستثمرين المصريين في الصين، للمشاركة في النسخة الخامسة من "مؤتمر المصريين بالخارج" المقرر انعقاده يومي 4 و5 من شهر أغسطس المقبل بالقاهرة، والتسجيل من خلال الدخول على الرابط التالي:https://forms.gle/mUMZjHjADooT8LVD7، حيث سيتم غلق باب التسجيل في 1 يوليو المقبل، مشيرة إلى أن المؤتمر سيكون منصة مهمة للحديث والنقاش حول ما يخص المصريين بالخارج والاستماع إلى أفكارهم ومقترحاتهم الاستثمارية، والعمل على بلورتها من خلال توصيات ونتائج يمكن الاستفادة منها داخل الدولة المصرية وتحقيق المستهدف من هذا المؤتمر.
وأشارت السفيرة سها جندي إلى الجهود المبذولة الخاصة بإنشاء الشركة الاستثمارية للمصريين بالخارج التي يديرها المصريون بالخارج بأنفسهم دون تدخل من الدولة، بجانب الاتفاق مع مكاتب الاستشارات المالية والقانونية، بعد تسجيل الشركة في الهيئة العامة للاستثمار، موضحة أن الوزارة حريصة على الاستفادة أكثر من خبراء مصر وفقا لقاعدة البيانات التي فعلتها والتي تضم جميع فئات أبناء مصر في الخارج بمختلف القطاعات، مشددة على أن علماء وخبراء مصر بالخارج لا يتوانون عن تقديم علمهم وخبراتهم للشباب، والإشارة إلى جهود وزارة الهجرة في الربط بين العلماء والخبراء وشباب الباحثين لتقديم التوجيه العلمي والمهني الداعم لخطط الحداثة.
واستعرضت سيادتها المحفزات التي قدمتها وزارة الهجرة بالتعاون مع وزارات ومؤسسات الدولة المصرية، لافتة إلى أن الحكومة أتاحت الرخصة الذهبية للمستثمرين، لتقدم تيسيرات غير مسبوقة لهم، والانتهاء من إجراءات إنشاء الشركات ومنحهم تيسيرات مختلفة من شأنها جذب الاستثمار، بجانب طرح خارطة الاستثمار الصناعي في مصر، والتي توضح مختلف المجالات والفرص الاستثمارية المتاحة، مشيدة بإتاحة الفرص للمصريين بالخارج في الاستفادة منها، لافتة إلى أن الوزارة تستعد لإطلاق المرحلة الأولى من التطبيق الإلكتروني الخاص بالمصريين بالخارج، قريبا، وموضحة أن التطبيق سيضم كل المحفزات المخصصة لهم وغيرها، وسيكون به قسم خاص بالمعاملات البنكية بداية من فتح الحسابات وشراء شهادات الاستثمار ومختلف الخدمات والمحفزات للمصريين بالخارج ستكون من خلال هذا التطبيق، حيث نسعى أيضا للسماح بالعمل بالتوقيع الإلكتروني للتيسير على المصريين بالخارج، بجانب تخصيص قسم في التطبيق لإتاحة السلع والمنتجات التي يرغب المصريون بالخارج في شرائها، من سلع ومنتجات يدوية وتراثية، وتخصيص أيقونات للتبادل البحثي وتبادل الخبرات، ضمن جهود الوزارة لإدماج المصريين بالخارج في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشارت السفيرة سها جندي إلى أنه تم الاستجابة لمطالب المصريين بالخارج، فيما يتعلق بمد الإجازات وفتح الإعارات، حيث جاءت موافقة مجلس الوزراء على إطلاق منصة متخصصة لطلب الإعارات والإجازات، وتجديد الإجازات والترخيص بعمل الزوج المرافق والزوجة، وتقديم الشكاوى وغيرها للمصريين بالخارج، عبر بوابة العاملين المصريين بالخارج، موضحة أن المصريين بالخارج حريصون على نقل ما يكتسبونه من خبرات إلى أرض الوطن.
ولفتت السفيرة سها جندي إلى العديد من الخدمات التي يتم تقديمها للمصريين بالخارج، ومنها خدمات الإسكان من وحدات وأراض سكنية، التعاون مع البنك المركزي والبنوك الوطنية لإصدار الشهادات الدولارية بعائد تنافسي مرتفع والتحفيز على فتح حسابات دولارية، وكذلك مبادرة سيارات المصريين بالخارج، ووثيقة "معاشك بكرة بالدولار"، وشهادات الاستثمار للمصريين بالخارج بالعملة الصعبة بأعلى العوائد، وتسوية الموقف التجنيدي.
وأشارت وزيرة الهجرة إلى جهود وأنشطة الوزارة في المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي"، وذلك إيمانا منها بأهمية دور اللغة العربية في تشكيل وجدان الأجيال القادمة وحرصا منا على تعميق الولاء والانتماء لدى أبناء المصريين بالخارج، حيث تستهدف وتعزيز وتأصيل الروح الوطنية بداخلهم، مؤكدة أنه يتم الاعتماد على أحدث أساليب التكنولوجيا الحديثة في إطلاق تطبيق إلكتروني للمبادرة الرئاسية، يتيح الفرصة للأجيال المصرية الناشئة بالخارج لتعلم اللغة العربية قراءة وكتابة في أي مكان عن طريق الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، بالاعتماد على أحدث طرق التعلم التفاعلية من خلال تقديم تجربة معايشة متكاملة لثقافتنا المصرية وعاداتنا وتقاليدنا لا تخلو من المرح والألعاب، كما عملت الوزارة، في الأيام الماضية، على توفير صكوك أضاحي للجاليات المصرية في الخارج، وفقاً للسعر الذي أعلنت عنه وزارة الأوقاف، على أن يتم الشراء إلكترونيا عبر الوسائل المؤمنة، وعن طريق الحساب البنكي المخصص لذلك، بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك.
ومن ناحيته، وجه السفير عاصم حنفي، سفير مصر لدى الصين، الشكر إلى السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، على الجهود التي تبذلها تجاه جموع المصريين في مختلف دول العالم، مشيرا إلى أن هناك حرصا كبيرا من المستثمرين المصريين في الصين، على الاستثمار وخدمة وطنهم الأم مصر، في ظل الطفرة الهائلة التي شهدتها البلاد في عهد فخامة الرئيس السيسي، لافتا إلى أن المصريين لديهم رؤية استثمارية كبيرة، بالإضافة إلى الرغبة الصادقة في جذب المزيد من الاستثمارات للدولة المصرية، تحت مظلة وزارة الهجرة وتقديم الدعم الكامل لهم وتذليل أي عقبات وتحديات تواجههم.
وأشار السفير المصري لدى الصين، إلى العلاقات الثنائية بين مصر والصين، لافتا إلى أنها تمر بأفضل مراحلها على مختلف الأصعدة، حيث يتمتع الجانبان بعلاقات سياسية متميزة وسط تعدد الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين، فضلا عن النتائج المثمرة في التعاون الاقتصادي والاستثماري وتوطين الصناعة ونقل التكنولوجيا الصينية إلى مصر في المشروعات الرائدة، وبالأخص في المنطقة الاقتصادية في قناة السويس، مشددا على أن ما طرحه جميع المستثمرين المصريين بالصين، محل تقدير وسيتم النظر له بعناية شديدة من خلال التعاون المثمر مع وزارة الهجرة التي لا تتوانى في تقديم الدعم لأبناء مصر في الخارج.
وفتحت السفيرة سها جندي، خلال اللقاء، باب الحوار مع المستثمرين المصريين في الصين، لتلقي مقترحاتهم بشأن التعاون المصري الصيني بعد انضمام مصر لمجموعة البريكس، حيث طرح المستثمرون، المزيد من أفكار وعدت الوزيرة بطرحها على القيادة السياسية ودولة رئيس الوزراء للنظر في أشكال الاستفادة منها.
ثم استمعت وزيرة الهجرة إلى مقترح مبادرة استثمارية صناعية، لتطوير الصناعات المصرية، وإدخال صناعات جديدة، تساعد في تدفق النقد الأجنبي للدولة المصرية، وتأسيس الشركات الصناعية من خلال المبادرة، من خلال المناخ الاستثماري الذي تمتع به مصر حاليا، والتأكيد على أن هناك رغبة كبيرة من المصريين بالخارج في المشاركة في هذه المبادرة، حيث أبدت الوزيرة استعدادها لدراستها وإمكانية تفعيلها وطرحها الفترة المقبلة من خلال الفعاليات الخاصة بمؤتمر المصريين بالخارج، وطرحها للنقاش للخروج بتوصيات إيجابية وبلورتها وتنفيذها.
كما استمعت السيدة الوزيرة إلى خطوات لتنشيط السياحة المصرية بالصين، والعمل على جذب الملايين من السائحين الصينيين لمصر، خاصة وأن مصر بها ثلث آثار العالم، والتنوع في مجالاتها، والاستفادة من السياحة الشاطئية وما تمتع به مصر، وتوفيره للسائح الصيني، خاصة وأن السائح الصيني لديه الرغبة في التعمق في مصر وما تمتع بها سواء آثار أو ثقافة وحضارة قديمة، كذلك الاستماع إلى مقترح زيادة أعداد التراث غير المادي لمصر في المنظمات الكبرى مثل اليونسكو والاستفادة منه، كذلك توفير المكاتب الاستشارية السياحية والثقافية للترويج للسياحة المصرية والتعريف بالحضارة المصرية القديمة وما تنعم به مصر عن باقي دول العالم.
وفي ختام اللقاء، أكدت السفيرة سها جندي أن كل ما تم اقتراحه سيلقى عناية كبيرة وتقديم كافة التسهيلات لهم من أجل تلبية رغباتهم واحتياجاتهم، والعمل على تنفيذ كل ما يمكن تنفيذه، مثمنة مختلف المقترحات التي عرضها المصريون بالخارج، ومن بينها تبني استراتيجية وطنية موحدة للتسويق للدولة المصرية، وتكثيف الجهود للترويج لما تمتاز به مصر من ميزات، مؤكدة أن المصريين بالخارج شريك أساسي في معادلة التنمية، والتأكيد على أن وزارة الهجرة تمثل داعما رئيسيا لكل المصريين بالخارج، وأن هناك حرصا كاملا من قبل الوزارة، بربط المصريين بالخارج بوطنهم وحثهم على المشاركة في دعم وبناء الوطن وهو ما يظهر واضحا من خلال تلبية المصريين بالخارج دائما دعوة الوطن للقيام بدورهم وواجبهم في المشاركة في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لمصر في ظل القيادة الحكيمة لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتظل مصر دائما الدولة القوية المزدهرة والقادرة على قهر الصعاب وتحقيق الإنجازات في عهد الجمهورية الجديدة.