للون الأخضر دلالات ومعان لدى الصوفية حيث يشار لها ولمنهجها بهذا اللون، فتجد أن أساسي في جميع طقوسهم اليومية وحتى الأماكن المقدسة لديهم كالأضرحة يسود اللون الأخضر على كل جوانبها من أول قبة الضريح وجدرانه حتى غطاء المقصورة (الكسوة) بنفس اللون.
16 سبتمتبر 2023
للون الأخضر دلالات ومعان لدى الصوفية حيث يشار لها ولمنهجها بهذا اللون، فتجد أن أساسي في جميع طقوسهم اليومية وحتى الأماكن المقدسة لديهم كالأضرحة يسود اللون الأخضر على كل جوانبها من أول قبة الضريح وجدرانه حتى غطاء المقصورة (الكسوة) بنفس اللون.
ولا تخل موالد الطعام لديهم من اللون الأخضر، وخاصة الملوخية التي تعد من الأكلات المحببة والشهيرة وتقدم في كل المناسبات، ويشير أيضا في تفسيراتهم للرؤية في المنام إلى الخير والرزق الوفير والسعادة للمتوفي في الآخرة.
كما تجد سمة عند من يطلق عليهم المجاذيب وهم أصحاب مرتبة رفيعة من مراتب الصوفية،- مصطلح الجذب (المجذوب) عند الصوفية يطلق على مرتبة من المراتب التي يتوصل إليها بعضهم؛ غير أن الوصول إلى هذه المرتبة لا تكون بالسعي والكسب والعمل كما هو معلوم في بقية المنازل والمقامات بل إنما تكون اصطفاء واختيارا إلهيا يخص به الله تعالى من يشاء من عباده السالكين.
ومن دلالات اكتساب اللون الأخضر لقيمة كبيرة لدى المسلمين عامة، والصوفية خاصة فنجد أن قبة قبر الرسول الأعظم سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- طلائها باللون الأخضر ومآذن وقباب المساجد عليها نفس الطلاء.
بل إن القرآن الكريم ذكر أن الله وعد عباده المخلصين ب (عليهم ثياب سندس خضر وإستبرق) الآية ٢١ سورة الإنسان، وقد لبس النبي- صلى الله عليه وسلم- الأخضر من الثياب، عن أبي رمية قال: "رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وعليه بردان أخضران"، رواه الترمذي: (2812)، وقد أحب الفقهاء اللباس الأخضر حيث قال ابن عابدين: ولبس الأخضر سنة."مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر"(2/532)، "حاشية ابن عابدين"(6/351).
وذكر في كتاب (إنباؤه الغمر) لابن حجر العسقلاني عن الأحداث التي حدثت سنة ٧٧٣ أن السلطان الأشرف قد أمر أن يمتاز السادة الأشراف زراه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعصائب خضر على عمائمهم ونفذ هذا الأمر في مصر وبلاد الشام وبلاد كثيرة غيرها حتى أصبح اللون الأخضر على العمائم يميز به الإشراف متعارفا حتى يومنا هذا، وكان ذلك بسب جماعة من الإشراف قد اجتمعوا في الجامع الأزهر ومسجد عمرو ابن العاص للدعاء إلى الله بعدما زادت مياه النيل زيادة مفرطة قدد تسبب في أضرار جسيمة في قرى ومدن مصر فتوقفت الزيادة في منسوب المياه وعادة الأمور في البلاد إلى طبيعتها
ولذلك ندرك أن الصوفية أحبوا اللون الأخضر لأن له مدلول روحاني وان الله جعله لونا للباس المكرمين من عباده في الآخرة وأنه لباسة سنه عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- وبشرى في رؤياهم للخير والوصول إلى المراتب العلية والسعادة في الآخرة