26 مارس 2024
إعلان رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، الذي ينتمي لحزب العمال الإشتراكي الإسباني "يساري"، بأن بلاده سوف تعترف بدولة فلسطين، شجع دولا أوروبية آخرى على الاعتراف بدولة فلسطين أيضا،
حيث أعلنت أيرلندا ومالطا وسلوفينيا بالإتفاق مع إسبانيا على الإعتراف بدولة فلسطين عند توفر الظروف المناسبة، ووصفتها صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية أنها خطوة "تاريخية".
وأكد سانشيز على أن "من مصلحة الإتحاد الأوروبي الاعتراف بالدولة الفلسطينية"، مضيفا: يتعين وضع حد للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني لاستقرار المنطقة، وعلينا إيجاد حل سياسي لإنهاء هذه الأزمة،
وهذا الحل يتضمن، في رأيي الإعتراف بالدولة الفلسطينية، هذا الإعتراف هو في مصلحة أوروبا لسبب أخلاقي، لأن ما نراه في غزة غير مقبول.
"سانشيز" كشف عن أن بلاده ربما ستعترف بدولة فلسطين بشكل فردي.
الأمر في ظاهره الذي أعلن عنه سانشيز ـ قد يبدو مفاجئا للدوائر الأوروبية ـ لكن القرار الإسباني، جاء بناء على معطيات، بأن الوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين، لايخدم أي مصالح إسبانية، بل ولايخدم مصالح أغلب دول أوروبا،
ويصب وجود هذا الإحتلال واستمراريته، في مصلحة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بالخصوص، كون هذه الدول تجد في إسرائيل رأس الحربة الأول للحفاظ على مصلحها في منطقة الشرق الأوسط،
وهي المنطقة التي تعد عصب الحياة الصناعية في هذه الدول، لتحكمها في 75% من نسبة الوقود في العالم، خاصة منطقة الخليج العربي وإيران،
إضافة إلى أسباب أخرى هو التخلص من التواجد اليهودي "الثقيل" في أوروبا، وتطلعهم المستمر وهيمنتهم على الإقتصاد ومراكز صنع القرار.
التغيير في مواقف دول أوروبا، مهم للغاية في إدارة الصراع العربي الإسرائيلي، خاصة أن هذا التغيير والتوجه الجديد، أزعج إسرائيل وأمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، في ظل تنامي التحولات التي تحدث في هذه المجتمعات لصالح فلسطين، بعد المجازر المهولة التي يقوم بها الكيان الصيهوني منذ 7 أكتوبر 2023،
لتعود الروح للقضية الفلسطينية من جديد، وربما أكثر قوة عن السابق، في تحول هو الأكثر أهمية وقوة منذ قيام دولة إسرائيل 1948،
بعدما أقينت الشعوب الغربية أنها كانت تعيش في خداع طوال هذه العقود وأن إسرائيل دولة مستضعفة، يُريد العرب إلتهامها، وهو ماثبت عكسه تماما إليهم الآن.
التحول في مواقف بعض الدول الأوروبية، قابله "إهمال عربي وعدم التفاعل مع الموقف الإسباني بالشكل المطلوب"، وهو ما يثير كثير من علامات الإستفهام!،
فكان يجب على الدول العربية التحرك في هذا الإتجاه بالتسيق مع إسبانيا، والدول التي تبعتها في هذا الشأن، لإيجاد موقف دولي داعم لإقامة دولة فلسطين، باعتبار هذا الحل الأمثل،
وهو ما تحدث عنه سانشيز رئيس الوزراء الإسباني، بأن ما يحدث غير مقبول إنسانيا، وآن الآوان لهذا الشعب، أن يعيش، لكن للأسف لم نرى أي تحرك عربي في هذا الإتجاه، ولايوجد لذلك تفسيرا حتى الآن.