15 مارس 2024
بادئ ذي بدء، كانت أطروحة الأطفال يسألون الإمام التي أطلقتها مجلة نور التابعة للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر تزامنًا مع معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ 55، جهدًا عظيمًا فضلًا عن كونه مأجورا بأن استشعر أهمية حديث الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلى البراعم مبسطًا ومحاورًا.
38 سؤالًا كانت ركيزتها الأساسية قيم التعايش والمواطنة دون اشتباك أو جدال، في نطاق آمن وأسلوب فلسفي كان تفرده -من وجهة نظري، تباين حُجة الإمام في الرد بين القرآن والسنة والعقل، في بضع كلمات مجملة دون شرح ممل أو إيجاز مُخل.
في مقابل ذلك ظهرت أولى حلقات «نور الدين»، وهي فكرة في بواعثها جديرة بالاحترام إلا أن في خروجها إلى النور ما يطرح عدة تساؤلات على القائمين بهذا المنتج المرئي- خلاف الأول المكتوب، تتمثل بالمقام الأول في الطبقة التي تسأل الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء والمفتي السابق وثقافتها،
وهل شكل تواجد أبناء مدارس الحي الراقي عبء على المسؤول في أن تنحى به الأسئلة في أول أيام رمضان إلى حيز العلاقات العاطفية لتكون «عفاف» المصطلح الأكثر هيمنة على البرنامج في حلقاته الثلاثة التي عرضت بين سائل ومسؤول؟.
هل غاب عن القائمين على العمل بيان طبيعة وجوهر الأسئلة التي يهدف البرنامج إلى بيانها في أيام رمضان لتكون عبء على المسمى الذي خرج بـ «نور الدين» وكأنه حمل على لقب اشتهر به صاحبه فقط؟،
لماذا لم يتحاشى البرنامج إثارة مسائل وافدة على مجتمع شرقي ويختص بها ثلة منه على أقل التقديرات أن تعرض خلال شهر العبادة؟.
هل البرنامج يصنف ديني- من وجهة نظرهم- أم إجتماعي أم أنه حلقة مستمدة فكرتها من الطفل الذي ظهر في مجلس «نور الدين» وداعبه قبل أشهر؟،
أيا ما كان فإن فيما أذيع من حلقات بدت مخيبة للآمال خاصة ممن ظن أنه حوار مبسط لأسئلة على غرار هو ربنا فين؟، الذي أعلن عنه في تعريف البرنامج،
ليخرج حتى الآن لإطار: «هو أنا ينفع أخرج وأحب وأعيش الحب»؛ لتكون الإجابة الموحدة حتى الآن مرتبطة بـ «عفاف»، رغم مصطلحات: «بنخرج سوا، كلامنا خارج الدراسة، بحجزها للجواز وغيرها».
وقد أجد الأطفال وسط هذا الجدال ضحايا مجتمع وثقافة طبقة ربما انسلخت عن بيئتها وتقاليدها فأنتجت أطفالًا لا يحسنون فهم دينهم أو طبيعة تختلف كلية عما يفد على عقولهم في عالم تحكمه المادة،
وربما نجح الدكتور علي جمعة في امتصاص صدمات واقعهم إلا أنه في المقابل أوجد جدالًا في قطاع لا يحسن القبول لأطروحاتهم أو يملك رفاهية السؤال عن الحب.
ختامًا لا أنكر على رئيس دينية النواب علمًا ولا قبولًا ولا أهاجم لمجرد الهجوم كما يفعل المتصيدون والمتربصون به لكن أن يصنف ما يذاع كبرنامج ديني رمضاني أمر يتطلب التريث، ونصيحتي للمدافعين لا تتعجلوا دوما في الدفاع بل كونوا عونًا على الحق.