29 فبراير 2024
علي محمد معجب، شاب يمني في العشرينات من عمره، كان يحلم بحياة أفضل بعد سنوات من الحرب والفقر.
كان يعمل كمتطوع في مساعدة الجرحى والمحتاجين في حيه الفقير في مدينة تعز.
لكن حلمه انتهى بطريقة مأساوية عندما داهمت كتيبة المهام الخاصة منزله بحثا عن متهم هارب، وأطلقت عليه النار دون سبب واضح.
توفي علي بعد شهرين من العلاج في المستشفى، بينما تتحفظ السلطات على جثته لتشريحها.
يقول أصدقاء علي أنه كان مثالا للشاب الطيب والمهذب والخدوم، وكان يبحث عن طرق لمساعدة أهله وجيرانه، خاصة الجرحى والمرضى الذين كانوا يعانون من نقص في الرعاية الصحية والأدوية.
"كان يتطوع في نقل الجرحى إلى المستشفيات، ويتبرع بدمه لهم، ويتفقد أحوالهم وأسرهم بانتظام".
يضيفون "كان يشارك أيضا في توزيع المساعدات الإنسانية على الفقراء والمحتاجين في حيه الجحملية، الذي يعد من أفقر وأكثر الأحياء تضررا من الحرب".
لكن كل هذا تغير في ليلة مشؤومة، عندما اقتحمت كتيبة المهام الخاصة، منزل علي بعنف، كانت الكتيبة تبحث عن متهم هارب، يشتبه في انتمائه للحوثيين.
وفقا لشهود عيان، لم يكن المتهم يسكن في منزل علي، بل في منزل آخر قريب منه، لكن الكتيبة لم تهتم بالتحقق من العنوان، واقتحمت منزل علي دون سابق إنذار أو إذن قضائي.
عندما سمع علي صوت الاقتحام، خرج من غرفته ليرى ما يحدث، فوجد نفسه محاطا برجال مسلحين يصرخون في وجهه ويطلقون النار عليه. أصيب علي بعدة طلقات في بطنه، وسقط مضرجا بدمائه على الأرض.
حاول أن يسألهم عن سبب إطلاق النار عليه، ولكن لم يجد جوابا. تركوه ينزف، واستمروا في تفتيش المنزل، ولم يجدوا أي شيء يثبت انتماء علي أو أسرته لأي طرف مسلح.
بعد أن انتهوا من مهمتهم الخاطئة، غادروا المنزل، ولم يحاولوا نقل علي إلى المستشفى أو الاعتذار لأسرته.
تم نقل علي إلى المستشفى بواسطة جيرانه، الذين سمعوا الضجة والرصاص، وشاهدوا ما حدث.
وصفوا الحادثة بأنها "جريمة بشعة"، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عنها.
في المستشفى، كان علي يعاني من حالة حرجة، وكان بحاجة إلى عمليات جراحية ونقل دم وعلاج مكثف.
لكن المستشفى كان يفتقر إلى الموارد والمعدات اللازمة لإنقاذ حياته.
كان الأطباء يحاولون ما بوسعهم، ولكنهم كانوا يواجهون صعوبات كبيرة بسبب الحصار والنقص في الأدوية والمستلزمات الطبية.
نصحوا أسرة علي بنقله إلى مستشفى خارج البلاد، حيث يمكنه الحصول على علاج أفضل. لكن هذا الخيار كان مستحيلا لأن كان فقيراً.