25 فبراير 2024
شهر شعبان أحد الأشهر الهجريّة، وهو الشهر الذي يسبق شهر رمضان المبارك، وقد سمّت العرب شهر شعبان بذلك؛ لأنّهم كانوا يتشعبون؛ أي يتفرّقون وينتشرون في الأرض بحثًا عن الماء، وقيل ينتشرون للقتال والغارات بعد أن امتنعوا عنها في الأشهر الحرم، وقد وردت رواياتٌ في فضل شهر شعبان وفضل ليلة النصف منه على وجه الخصوص، منها ما يصحّ ومنها ما لا يصح، وفيما يأتي تفصيل الحديث عن فضل هذه الليلة وفضل شهر شعبان بوجهٍ عامٍّ مع بيان صحّة هذه الروايات. ما أهميّة ليلة النصف من شعبان؟ وردت رواياتٌ عدَّةٌ تتحدّث عن فضل ليلة النصف من شعبان وخصوصيّتها وفضلها، إلّا أنّ من هذه الروايات ما اعتبره بعض العلماء صحيحًا، ومنها ما ضعَّفوه ولم يأخذوا به، وفيما يأتي بيان ذلك. أحاديث يُؤخَذ بها في فضل ليلة النّصف من شعبان من الأحاديث التي جاءت على ذكر فضل ليلة النّصف من شعبان بسندٍ يصحُّ الاحتجاج به، ومن العلماء من قبله ما يأتي:
ما رُوِي عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- عن النبي عليه الصلاة والسلام: (يطَّلِعُ اللهُ إلى جميعِ خلقِه ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ، فيَغفِرُ لجميع خلْقِه إلا لمشركٍ، أو مُشاحِنٍ)، والمشاحن هو الذي بينه وبين أخيه المسلم عداوةٌ. ما رُوي عن أبي ثعلبة الخشني -رضي الله عنه- عن النبيّ عليه الصلاة والسلام: (يطَّلِعُ اللهُ إلى عبادِه ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ ؛ فيغفِرُ للمؤمنين ، ويُمهِلُ الكافرين ، ويدَعُ أهلَ الحقدِ بحقدِهم حتى يدَعوه).
ومن العلماء من ذكر أنّ لليلة النصف من شعبان فضلًا؛ فمن السلف من كان يقومها ويزيد فيها من الطاعات، قال ابن تيمية: "وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل، وكان في السلف من يصلي فيها، لكن الاجتماع فيها لإحيائها في المساجد بدعة".