في هذا الزمان الذي يتسم بالماديات والمصالح والضغوط المختلفة، هناك من يتساءل عن الطريقة الصحيحة لإقامة صداقة وثيقة، في زمن أصبح العثور فيه على صديق مخلص صعبا جدا، وعن كيفية التفرقة بين الصداقة الحقيقية وصداقة المنفعة.
13 سبتمتبر 2023
في هذا الزمان الذي يتسم بالماديات والمصالح والضغوط المختلفة، هناك من يتساءل عن الطريقة الصحيحة لإقامة صداقة وثيقة في زمن أصبح العثور فيه على صديق مخلص صعبا جدا، وعن كيفية التفرقة بين الصداقة الحقيقية وصداقة المنفعة.
يؤكد علماء النفس والاجتماع أن شباب وبنات المجتمعات الحالية أصبحت في حاجة ماسة إلى تأسيس صداقة أساسها العاطفة والوفاق وتقارب وجهات النظر، والاهتمامات التي تفرضها المصالح من الطرفين أو مصلحة من جهة واحدة،
ومن أسس الصداقة أن يكون الشخص صادقا مع نفسه قبل الآخرين، ويستطيع أن يكون متفهما لجوانب وأبعاد شخصيته وتقليل سلبياتها،
فالأشخاص غير القادرين على تفهم أنفسهم وتقبل جوانب النقص فيهم فإنهم يواجهون الصعوبات في إقامة صداقات سليمة مع الآخرين.
وهناك من يرى أشخاصا نمضي معهم أوقاتا سعيدة جدا في أثناء الجلوس معهم في أماكن هادئة أو الخروج معهم في نزهة،
وعند انقضاء تلك الفترة الجميلة تصبح الصحبة غير محتملة، ويصعب خلالها تبادل الأفكار أو إجراء مناقشات شخصية.
هؤلاء الأشخاص لا يمكن اعتبارهم أصدقاء، فالعلاقة بهم لسبب معيّن ووقتي، وبالتالي فإن الصديق الحقيقي هو الذي يبقى قريبا من النفس رغم كثرة المشاغل اليومية،
فتجده إلى جوارك في أي وقت تطلبه وفي المحن، حتى لو اختلفت وجهات نظر الصديقين في أي موضوع أو أي مشكلة خاصة،
ويعتقد كثير من الناس أن السن المناسب للصداقة هو سن الشباب لإقامة صداقات حقيقية، وأن العلاقة بين أصدقاء الماضي عادة ما تكون أقوى من الأصدقاء الجدد.
إن الإنسان في حاجة ماسة إلى من يضع فيه ثقته الكبيرة، ولا يتورع عن اطلاعه على أي سر في قلبه،
فالصداقة في البداية والنهاية هي حالة اجتماعية محببة لا غنى عنها، فيجب على كل واحد منا أن يختار صديقا واحدا مخلصا، ويكون على قلبه في كل ما يدور في هذا الزمن المخلص، فهو بمنزلة شريك في حياتك وعلاقته تكون أكثر من علاقتك بأخيك.
فالصداقة الحقيقة مجموعة من مشاعر الحب والألفة والاحترام تجتمع معاً لتعطي المعنى الحقيقي للصداقة؛ فهي من أجمل العلاقات الإنسانية السامية، علاقة بعيدة عن الحقد والحسد، تشعرنا بالطمأنينة طوال الوقت.