21 فبراير 2024
"زفتى" أحدى أيقونة النظام المصري في ثورة 1919، حكايه هذه الجمهورية حكايه تشبه الأساطير حيث مضت على إعلان استقلال المدينة عن المملكة المصرية 104 سنوات، قام به يوسف الجندي ورفقائه وذلك من أجل الوقوف ضد الاحتلال الإنجليزي وتكوين أول جمهورية مستقله تحت مسمى "زفتى".
حكاية تأسيس جمهورية زفتى :
بدأت قصة هذه الجمهورية في يوم 8 مارس 1919 بعد اعتقال سعد زغلول ورفاقه (أحمد باشا الباسل، ومحمد باشا محمود، وإسماعيل صدقى، وسينوت حنا، ومكرم عبيد، وفتح الله بركات، وعاطف بركات)، ونفيهم إلى جزيرة سيشل، بناء على قرار الاحتلال الظالم الذى فجر طاقة الغضب المصرية ليخرج مسلموها ومسيحيوها يسجلون صرخات الغضب ضد الاحتلال، ولأول مرة فى تاريخ مصر تخرج المرأة متظاهرة يوم 16 مارس 1919.
لم تكن الثورة في ذلك الوقت قاصرة على العاصمة فقط، ومع تزامن الأحداث التي كانت جارية كان هناك مجموعة من الشباب الجامعى والفلاحين والتجار فى زفتى يفكرون فى عمل شيء يساعد فى الإفراج عن سعد زغلول ورفاقه، وكان الشاب يوسف الجندى الطالب بكلية الحقوق وابن عمه عوض الجندى، المحاميان، ومعهم الشيخ عمايم والكفراوى والفخرانى وصاحب مطبعة الثورة محمد أفندى عجينة، يجتمعون فى مقهى مستوكلى بميدان بورصة القطن، واتفقوا فعليًا فى إعلان الاستقلال عن المملكة المصرية التى يتحكم فيها الاحتلال، أملاً فى أن تكون خطوتهم كارت إنذار قوب للاحتلال وتعبير عن مدى التأييد الشعبى للزعيم سعد زغلول ورفاقه.
ونتيجة ذلك وقوف شباب وأفراد مدينة زفتي بجانبهم ، ووصل الأمر إلى شخص من خارج المدينة أنضم إليهم ، وكان يزعم عصابة ترهب المدن وقري مصر، وبعدها أتجه رجل العصابات بمساعدة ظابط البلدة إلى مخزن الأسلحة ، وعلى ذلك جميعهم اتفقوا على محاربة الإنجليز.
وتكون مجلس للبلدي لمدينة زفتي بقيادة يوسف الجندي والعديد من اللجان المحلية في 18 مارس 1919 ، وعلى ذلك قام عوض الجندي شقيق يوسف الأكبر بنشر الخبر في الصحف والجرائد، ولم تستسلم حكومات الإنجليز للوضع ، ولذلك قامت بإرسال قوة وقطار مسلح بالأسلحة والعساكر ، وهدأ الإنجليز لثورة المصريين العارمة.
وقد هاجم الاحتلال زفتى مره اخرى في 29 مارس ، وذلك عن طريق جنود أستراليين يصوبون على كل من يعترض طريقهم ، وكذلك أيضاً أعلنوا مكافأة مالية كبيرة لمن يعثر على يوسف الجندي، وبعد الهدوء الذي عم المدينة قاموا أفراد زفتي بتهريب يوسف الجندي إلى عزبة سعد باشا في مسجد وصيف ، حتى تم إطلاق سراح سعد زغلول ورفاقه.